إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

670 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


670

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

وورد في رواية إن "عمراً" غزا الشام ومعه ربيعة، فلقيه الحارث بن أبي شمر الغساني فقتله. ولم يضف "اليعقوبي" صاحب الرواية المذكورة إلى هذه الرواية شيئاً عن حياة "عمرو" المقصور. أما "حمزة"، فلم يشر إليه بشيء.

وفي رواية إن ربيعة حينما قصرت عمراً عن ملك أبيه، استنجد عمرو المقصور "مرثد بن عبد ينكف الحميري" على ربيعة، فأمده بجيش عظيم. فالتقوا ب "القنان"، فشد عامر الجون على عمرو المقصور فقتله. فهذه الرواية تنفي رواية من يقول إن الحارث بن شمر الغساني هو الذي قتله.

واذا صحت الرواية المتقدمة، تكون "ربيعة" قد ثارت على "ابن حجر" لأنها أرادت التخلص من حكم كنده لها. وقد تمكنت من ذلك على الرغم من المساعدة اليمانية التي قدمت له.

ويظهر من الروايات الواردة عن عمرو ومن تلقيبه بلقب: "المقصور" ومن الشروح التي ذكرها الرواة في تفسير هذه الكلمة، أن "عمراً" لم يكن قوياً صاحب عزم وارادة، وأنه اكتفى بما وقع له من أبيه، فلم يسع في توسيعه وتقويمه، وأن حكمه على ما يظهر لم يكن طويلاً، وقد جعله ابن الكلبي في جملة من كان يخدم "حسان بن تبع" تبع حمير، ولم يلقبه بلقب ملك، بل قال:إنه كان سيد كنده في زمانه. وذكر إن "حسان ين تبع" حين سار إلى جديس، خلفه على بعض أموره. فلما قتل "عمرو بن تبع" أخاه "حسان بن تبع"، وملك مكانه اصطنع "عمرو بن حجر"، وكان ذا رأي ونبل، وكان مما اراد عمرو اكرامه به وتصغير بني اخيه حسان إن زوّجه ابنة "حسان بن تبع"، فتكلمت في ذلك حمير. وكان عندهم من الأحداث الني ابتلوا بها، لأنه لم يكن يطمع في التزويج الى اهل ذلك البيت احد من العرب. وولدت ابنة "حسان بن تبع" لعمرو بن حجر "الحارث" الذي عينّه "تبع بن حسان بن تبع بن ملكيكرب ابن تبع الأقرن"، أي خال "الحارث" على بلاد معد.

ويظهر من رواية مرجعها ابن الكلبي إن الأسود بن المنذر ملك الحيرة، كان قد تزوج ابنة ل "عمرو بن حجر"، فولدت له "النعمان بن الأسود" الذي حكم في زمن "قباذ" اربع سنين، ولذلك عرفت ب "ام الملك".

وانتقل الملك على رأي اكثر الأخباريين من عمرو إلى ابنه الحارث: وهو المعروف ب "الحارث الحرّ اب" على بعض الروايات. وقد ورد في شعر للشاعر "لبيد" هذا البيت: والحارث الحرّاب خلىّ عاقلاً  داراً أقام بها ولم يتـنـقـل

وقد ذهب الأصمعي إلى إن الشاعر المذكور قصد ب "الحارث الحرّ اب" الحارث الذي نتحدث عنه. وذلك لأن "عاقلاً" من ديار كنده. وهو جبل كان يسكنه "حجر أبو امرئ القيس". واذا أخذنا بهذه الرواية وجب علينا إن نفترض انه كان قد اقام بموضع عاقل وحكم منه في أغلب الأوقات.

وقد نعت "حمزة" الحارث ب "المقصور". وقد رأينا إن جماعة من الأخباريين منحت هذا اللقب ل "عمرو".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق