إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

688 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


688

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.


ولم يشر الأخبارييون إلى هذه الغزوات التي قام بها "حجر" و "معد يكرب" على حدود سورية وفلسطين في عهد "أنسطاسيوس" كما روى ذلك هذا المؤرخ.

وورد إن حجراً أغار على اللخميين في أيام امرئ القيس والد المنذر بن ماء السماء. و يظن "نولد كه" أن هذه الحملة التي لا نعرف من أمرها شيئاً انما وقعت بعد وفاة الحارث، وقد قصد "حجر" منها استرجاع ما خسره أبوه، واعادة نفوذ كنده إلى ما كان عليه.

لقد كانت نهاية "حجر" بأيدي "بني أسد"، ويظسر انهم قبلوه ملكاً عليهم مكرهين. فلما حانت الفرصة قاموا عليه وقتلوه. حدّث "ابن الكلبي" انه كان لحجر على بني أسد اتاوة في كل سنة مؤقتة. فلما كان بتهامة، أرسل جابيه الذي كان يجيبهم، فمنعوه ذلك، وضربوا رسله وضرجوهم ضرجاً شديداً قبيحا، فبلغ ذلك حجراً، فسار اليهم بجند من ربيعة وجند من جند أخيه من قيس وكنانة، فأتاهم وأخذ سراتهم، فضربهم بالعصا وأباح الأموال وصيرهم إلى تهامة، وحبس سيدهم "عمرو بن مسعود بن كنده بن فزارة الأسدي"، و الشاعر "عبيد بن الأبرص"، فأثر ذلك في نفوس "بني أسد وأضمروا له الانتقام". ثم إن حجرا وفد على اْبيه الحارث في مرضه الذي مات فيه، وأقام عنده حتى هلك، ثم أقبل راجعاً إلى بني أسد، فلما دنا منهم،وقد بلغهم موت أبيه، طمعوا فيه، فلما أظلهم وضربت قبابه، اجتمعت بنو أسد إلى "نوفل بن ربيعة"، فهجم على "حجر" ومن معه، فانهزم جيشه وأسر "حجر" وتشاور القوم في قتله، فقال لهم كاهنهم: لا تعجلوا بقتله حتى أزجر لكم، فلما رأى ذلك "علباء" خشي أن يتواكلوا في قتله، فحرّض غلاماً من بني كاهل على قتله، وكان حجر قد قتل أباه، فدخل الخيمة التي احتبس حجر فيها فطعنه طعنة أصابت مقتلاً.

ويزعم أهل الأخبار إن "بنى أسد" الذين عصوا حجراً عرفوا منذ ضربهم حجر بالعصا ب "عبيد العصاّ"، وقد أشير إلى هذه التسمية في الشعر، ويذكرون أيضاً إن "عبيد بن الأبرص"، وقف أمام الملك حجر، فقال شعراً يستعطفه فيه على قومه، فرق لهم ورحمهم وعفا عنهم، وأرسل من يردهم إلى بلادهم، فلما صاروا على مسيرة يوم من تهامة تكهن كاهنهم وهو "عوف بن ربيعة بن عامر الأسدي"، بأنهم سيقتلون حجراً وسينتقمون منه ومن أهله ثم فصدقوا بنبوءته وعادوا،إلى موضع حجر فوجدوه نائماً، فذبحوه، وشدوا على هجائنه فاستاقوها. وفي رواية أخرى، انهم هجموا على عسكر حجر ودخلوا قببه، فطعنه علباء بن الحرث الكاهلي، فلما قتل، استصلحت أسدٌ كنانة وقيساً، ونهبوا ما كان في عسكر حجر وسلبوه، وأجار "عمرو بن مسعود" عيال حجر. وقيل أجارهم غيره، وبذلك تخلصت بنو أسد من حكم كنده.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق