إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

683 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


683

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.


ولورود خبر مقتل "الحارث" مسجلاً تسجيلاً دقيقاً لدى الكاتبين المذكورين: "ملالا" و "ثيوفانس"، ومطابقته لرواية أهل الحيرة في النتيجة، وهو إن مقتله كان على أيدي "المنذر" وجماعته نرجح هذه الرواية على غيرها من الروايات.

ويظهر من غربلة الروايات التي روأها أهل الأخبار عن نهاية "الحارث" انها قد اختلفت فيما بينها وتضاربت في موضوع نهايته، فزعم بعض منها، انه قتل وان قاتله هو "المنذر بن ماء السماء"، وزعم بعض أخر انه قتل، ولكنه لم يصرح باسم قاتله، وزعم بعض آخر انه هلك، وانه لم يقتل، وانما مات حتف أنفه. والذي أرجحه انه قتل، قتل في أثناء المعارك التي وقعت من جراء تعقب المنذر بن ماء السماء له.

ولا نكاد نعرف شيئاً يذكر عن أعمال الحارث في أثناء توليه ملوكية قبائل "معد" غير ما ذكره الرواة من انه وزعّ أولاده عليها، وجعلهم ملوكاً على تلك القبائل. كذلك لا نكاد نعرف شيئاً يذكر عن أعماله وهو ملك على الحيرة، فأصحابنا الأخبارييون سكوت عن هذه الأمور. ويفهم من كلام بعض الأخباريين عن "الحارث" انه حينما نزل ببكر بن وائل، أقام ب "بطن عاقل"، ومنه غزا بهم ملوك الحيرة اللخميين، وملوك الشام الغسانيين، وفيه كانت نهايته. ويفهم من بيت في ديوان "امرئ القيس" إن ملك الحارث قد امتد من العراق إلى عمان. ولا تعني أمثال هذه الأقوال امتلاكاً فعلياً، بل كانت تتحدث في الواقع عن اتفاقات تعقد بين القبائل يعترف فيها بالرئاسة لمن له النفوذ الأكبر والمكانة، فإذا حدث حادث للرئيس الذي يمكن بمكانته ومنزلته من ضم هذه القبائل وتوحيدها، انهدّ كيان ذلك الاتحاد وتشتت شمله، كالذي حدث بعد وفاة الحارث كما سترى فيما بعد. وقد لا تعني هذه الأقوال سوى المبالغات والفخر، على نحو ما يرد في شعر غيره من الشعراء من امتلاكهم الدنيا ومن عليها، ومن تدويخهم القبائل والناس، وليس في الواقع أي شيء مما جاء في دعوى اولئك الشعراء المفتخرين.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق