إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الاثنين، 30 نوفمبر 2015

713 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


713

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

ويظهر من هذا النص أن "المنذر" كان قد بلغ في حروبه مناطق بعيدة عن قاعدة ملكه، وانه هو الذي غزا القبائل القاطنة في وادي مأسل الجمح "ما سلم جمحن".ولعله كان يتعقب عشائر كنده ومن كان يؤازرها ويعادي ملك الحيرة، حتى بلغ هذا المكان الذي كان خطاً أمامياً من خطوط الدفاع لحكومة " سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت واعرابها في الأطواد والمنخفضات ". ولهذا السبب هب الملك "معد يكرب" لمساعدة "كندة" على نحو ما ورد في النص.

وقد ذكرت "كدت" كنده مع مراد ومذحج والقبائل الأخرى في الهجوم الذي قام به الملك "يوسف اسار" "يوسف أسأر" على الأحباش في مدينة "ظفار"، وعلى المدن الني كانت تناصرهم. وقد ورد تأريخ هذا الهجوم في نص سجله القيل "شرح ايل يقبل بن شرحب ايل يكمل" من "ال يزن" "آل يزن" "آل يزأن" بالاشتراك مع "جدن" "جدنم" و "حبم" "حب" و "نسأ" "نسان" "نسن" و "جبا" "جبأ" لهذه المناسبة.

ويتبين من هذا النص إن الملك "يوسف اسار" "يوسف أسأر" هاجم "ظفار" مقر الأحباش، واستولى على الكنيسة "قلسن" "القلّيس"، ثم سار بعد ذلك على "أشعرن" "الأشعر"، وعينّ القيل على رأس جيش، ثم سار إلى "مخون" "مخا" فقتل سكانها واستولى على كنيستها، وهدم جميع حصون "شمر" ومعاقلها والسهل. وعندئذ قام بهجوم ماحق على "أشعرن". وقد قُتل في هذه المعارك عدد كبير من الناس، قُتل ثلاثة عشر الف قتيل، وأخذ تسعة آلاف وخمسمئة اسير، واستولى على "280" الف من الإبل والبقر والمعز. وأخذت غنائم عديدة أخرى.

وأمر الملك بعد هذه المعارك القيل "شرح ايل يقبل" "شرح ال يقبل" بالالتحاق بالجيش الذي أرسل إلى نجران. وفي صعيد هذه المدينة اجتمع رؤساء "بني أزأن" "آل يزأن" "بن يزن" وقبائل همدان وكنده ومراد ومذحج واعرابها. فتغلبت جيوش الملك على هذه المدينة، وأنزلت بسكانها خسائر كبيرة في الأموال والأرواح، ووضعت الأغلال في ايدي الأسرى، وقتل من وجد هناك من الأحابيش. وكان مع الملك في جيشه من الرؤساء: "لحيعت برخم" و "سميفع أشوع" و "شرحب ايل أسعد". وقد دوّن هذا النص في شهر "ذ قيضن" "ذو الفيض" من شهور صيف سنة "633" من التقويم الحميري الموافقة لسنة "518" للميلاد.

وقد لعبت "كنده" "كدت" دوراً خطيرا في الأوضاع السياسية والعسكرية في أيام استيلاء الحبش على العربية الجنوبية، كما يتبين ذلك من الفصل الخاص المتعلق بهذا الموضوع. وقد دخل رؤساؤها في الإسلام، فتبعهم أتباعهم، كما يرد ذلك في كتب التواريخ والسير.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق