إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 29 نوفمبر 2015

699 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون مملكة كنده.


699

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ التاَسِعُ واَلثَلاثون

مملكة كنده.

وفي رواية تنسب إلى "الخليل بن أحمد الفراهيدي" أن رجالاً من قبائل "بني أسد" فيهم "قبيصة بن نعيم" وكان في بني أسد مقيماً، قدموا على امرئ القيس بعد مقتل أبيه، ليعتذروا إليه وليسووا قضية قتل والده، فرفض إلاّ الانتقام من "بني أسد" قائلاً: "لقد علمت العرب أن لا كف لحجر في دم، واني لن أغتاض به جملا أو ناقة، فاكتسب، بذلك سبّة الأبد وفت إلعضد. وأما النظرة، فقد أوجبتها الأجنة في بطون أمهاتها، ولن أكون لعطبها سبباً وستعرفون طلائع كنده من بعد ذلك تحمل للقلوب حنقاً وفوق الأسنة علقاً". وتذكر الرواية أنه خرج اليهم بعد ابطاء دام ثلاثة أيام، وهو في قباء وخف وعمامة سوداء، وكانت العرب لا تعتم بالسواد إلا بالثارات، فلما نظروا إليه، وبدر إليه قبيصة، يتكلم باسمهم معتذراً، طالبأَ الصفح عنهم، ودفع الدية عن حجر، أخبرهم، أن دم حجر لا يعتاض بجمل أو ناقة، وأنه لا بد من أخذه بالثأر، ثم أمهلهم حتى يجمع طلائع كندة، فيهجم عليهم.

وهناك رواية أخرى تنسب إلى "أبي عييدة " في هذا المعنى المتقدم مآلها أن "بني اسد" اجتمعت "بعد قتلهم حجر بن عمرو إلى ابنه امرئ القيس على أن يعطوه ألف بعير دية ابيه، او يقيدوه من أي رجل شاء من بني أسد،أو يمهلهم حولاّ. فقال ": أما الدية، فما ظننت انكم تعوضونها على مثلي. وأما القود، فلو قيد إلي ألف من بني اسد ما رضيتهم ولا رأيتهم كفؤاً لحجر. وأما النظرة فلكم، ثم ستعرفونني في فرسان قحطان أحكم فيكم ظبا السيوف وشبا الأسنة حتى اشفي نفسي وأنال ثاري".

ولم تشر رواية " الخليل" و "أبي عبيدة" إلى ما فعله "امرؤ القيس" بعد ذلك في "بني اسد"، ولكننا إذا ما اردنا ربط هذه الروايات بعضها ببعض وبحسب التسلسل الطبيعي المنطقي، نستطيع إن نجعلها مقدمة لرواية "ابن الكلبي" و "ابن السكيت" و "خالد الكلابي" وملحقها، وهي رواية "محمد بن سلام" عن نزول "أمرئ القيس" ب "بكر" و "تغلب"، وطلبه النجدة منهم والنصرة على بني اسد، واقتصاصه منهم بعد تركهم ل "بني كنانة" كما ذكرت ذلك سابقاً. وان نربطها كذلك برواية "ابن الكلبي" "والهيثم بن عدي" و "عمرو بن شبة" وابن "قتيبة" الملحقة بهذه الرواية، والرواية القائلة بذهاب "امرئ القيس" إلى اليمن واستنصاره ب "أزد شنونة" و "مرثد الخير بن ذي جدن الحميري" بعد إن امتنعت بكر بن واثل وتغلب عن ملاحقة بني اسد. وقد أشار "ابن قتيبة" اشارة مختصرة إلى هجوم "امرئ القيس" على بني أسد حينما كانوا في "بني كنانة"، وذكر انه اوقع ب "بني كنانة"، ونجت "بنو كاهل" من بني اسد، فقال: يا لهف نفسي اذ خطئن كاهلا  القاتلين الملك الـحـلاحـلا

تالله لا يذهب شيخي باطلا

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق