إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

646 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


646

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند


وقرب عدياً إلى كسرى أنو شروان المرزبان فروخ ماهان، فعهد إليه الكتابة بالعربية. فتولاها وصار له شأن يذكر عند الفرس، كما صار له مركز خطير في قصور آل لخم. ولما توفي كسرى أنو شروان، وملك هرمز ابنه، أرسل عدياً إلى قيصر الروم "طيباريوس" "طبريوس" بمهمة سياسية، فاظهر لباقة وحنكة وحكمة، مما جعل القيصر يحترمه، فأكرمه، وحباه، وأراه أطراف مملكته، وذهب إلى دمشق، وأقام فيها أمداً، وهو على صلات حسنة بالروم، وفي أثناء اقامته بالشام، أراد أهل الحيرة قتل المنذر والخروج عليه، لظلمه وأخذه أموالهم بغير حق. فلما علم بذلك المنذر، طلب من زيد والد عدي أن يتولى هو الأمر، وفرح الناس على ما يذكره الرواة بهذا القرار، فجاؤوه يحيونه بتحية الملك، ولكنه أبى أن يسمى ملكاً، ورضي بالحكم بغير هذا الاسم، وسر المنذر بهذا الحل، ورضي به. وبقي في هذا المركز إلى إن هلك، وابنه بعيد عنه في دمشق.

فلما جاء عدي من الشام، لم ينس المنذر فضل أبيه عليه، وانقاذه الملك بهذا الحل، وسلمه ما كان قد تركه أبوه، واستقبله استقبالاً عظيماً حينما قدم الحيرة قادماً من المدائن بعد زيارته لكسرى لتقديم هدية القيصر إليه. وأقام في الحيرة سنين يتصيد ويلهو ويلعب، ويبدو في فصلي السنة، فيقيم في حفير، ويشتو بالحيرة، ويأتي، المدائن في خلال ذلك فيخدم كسرى. وكان لا يؤثر على بلاد بني يربوع مبدى من مبادي العرب، ولا ينزل في حي من أحياء بني تميم غيرهم. وكان أخلاؤه من العرب كلهم بني جعفر. وكانت إبله في بلاد بني ضبة وبلاد بني سعد، ولم يزل على حاله تلك حتى تزوج هنداً بنت النعمان ين المنذر.

وأمها "مارية الكندية" فهي من كنده من جهة الأم. ثم أمره "النعمان" بالافتراق منها وتطليقها بعد ما غضب عليه وألقاه في السجن.

وروى الأخباريون لعدي شعراً زعموا انه قال أكثره في حبسه وفي معاتبته للنعمان وفي توسله إليه بأن يطلقه من حبسه، وفيه مواعظ تذكر النعمان بأن الدنيا زائلة، وانها دار فناء، وان الملك لا يدوم، وأمثال ذلك. وهو شعر لم ينظر إليه علماء الشعر نظرتهم إلى شعر الشعراء الفحول، وذلك لأنه كان قروياً، أي من أهل الحضر، ولذلك أيضاً لم يستشهد به علماء اللغة في ضبط قواعد اللغة.

هذا ويذكر "ابن النديم" في كتابه "الفهرست" إن في جملة مؤلفات "ابن الكلبي" الكثيرة مؤلفاً اسمه "كتاب عدي بن زيد العبادي"، وهو كتاب لم يصل الينا حتى الآن. ولعله كان في جملة الموارد الرئيسية التي اعتمد عليها المؤرخون وأهل الأدب والأخبار في تدوينهم أخبار ذلك الشاعر السياسي الأديب.

ونجد في "رسالة الغفران" شعراً لعدي. وقد دعي ب "السرويّ" في موضع منها، حين تحدث مؤلفها "المعري" عن المنادمة وعن باطية الخمر. وكُنّي ب "أبي سوادة" في موضع آخر.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق