645
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
ويذكر أهل الأخبار أن سيفاً من سيوف "النعمان ين المنذر" جيء به إلى الخليفة "عمر"، فأعطاه "جبير بن مطعم".
أما عدي بن زيد، فهو من العباديين، اي من نصارى الحيرة. وأما والده فهو زيد بن حماد "حماز" بن زيد بن أيوب بن محروف بن عامر بن عصية بن امرئ القيس بن زيد مناة بن تميم، فهو تميمي الأصل. وكان لزيد ثلاثة أولاد هم: عدي هذا الذي تحدثنا عنه، وعمار "حمار" "حماد" واسمه أُبي وكان مع كسرى وعمرو واسمه سميّ، ولهم أخ من أمهم يدعى بن حنظلة، وهو من "طيء".
وكان أيوب جد عدي من أهل اليمامة على رواية الاخباريين، كان يقيم في بني امرئ القيس بن زيد مناة، ولكنه اضطر إلى ترك اليمامة والهجرة الى الحيرة لإصابته دماً، فخاف على نفسه من القتل، والتجأ إلى أوس بن قلام، وكان بينه وبين أوس نسب في النساء. فلما قدم أيوب الحيرة، نزل في دار أوس، وأقام عنده أمداً. ثم أقام في دار أخرى بعد أن حباه أوس وأكرمه، وصار له شأن في البلد ومقام. فاتصل بالملوك وتقرب اليهم وغدا من علية القوم.
وصار لزيد بن أيوب شأن يذكر في البلد، وتزوّج امرأة من آل قلام ولدت
له ولداً دعاه حمّاداً. وبينما كان زيد يتصيد في البادية، اصطاده رجل من بني امرئ القيس، فقتله بسهم أخذاً لثأر قومه من أبيه أيوب. وعلم حمّاد "حماز" الكتابة والقراءة، فكان أول من كتب من بني أيوب في رواية الأخباريين، وغدا من أكتب الناس في الحيرة، ولذلك اختير كاتباً لملك الحيرة، واتصل بكبار الفرس ومنهم. "فروخ ماهان" الذي تكفل زيد بن حماد بعد وفاته، وربّاه مع أبنائه. ثم أوصله إلى كسرى أنو شروان فجعله على البريد، لما تبين له من ذكاء زيد وقدرته في العربية والفارسية. وهي وظيفة لم تكن تعلى لغير أبناء الفرس.
وتزوّج زيد امرأة من طيء ولدت له عدياً، وقد ربي هذا تربية طيبة، فأرسل إلى الكتاب، فلما حذق ومهر فنه بالعربية، أرسل إلى كتاب الفارسية، فتعلم مع أولاد المرازبة ومنهم شاهان مرد الفارسية حتى صار من الحاذقين بها العارفين بفنونها، ثم تعلم الرماية ولعب الصولجان، واتصل بكبار الفرس. وقد ساعده مركزه هذا على التقرب من آل لخم. والى "زيد بن حمّاد" أوكل تدبير شؤون ملك الحيرة بعد سياحة النعمان على رواية بعض الأخباريين إلى أن انتقل الملك إلى المنذر بن ماء السماء.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق