642
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
ويذكر الأخباريون إن آخر مرة اتصل بها النابغة بالنعمان كانت في أثناء مرض الملك النعمان. وكان النابغة هارباً آنذاك على أثر الوشاية به. فلما سمع النابغة بمرضه آثر السفر إليه، والاعتذار منه. فلما وصل الحيرة، كان الملك لا زال مريضاً، شديد المرض. وقد حمل سريره على العادة المتبعة عند مرض الملوك مرضاً شديدآَ، يشرف فيه علما الموت. فاستأذن للنابغة في الدخول عليه وأنشاده ما نظمه في مدحه فسمح له بالدخول. وأنعم النعمان بالنعم عليه. وهناك روايات تذكر انه عاد إليه قبل هذا الحادث، فقبل عذره وعفا عنه.
وفي جملة من كان له شرف الاتصال بالنعمان، وبنيل هباته وجوائزه من الشعراء: المنخل اليشكرين والمثقب العبدي، والاسود بن يعفر، وحاتم الطائي وامثال هؤلاء.
أختاه هند ومارية الى الدخول في هذا الدين. وهذه رواية النساطرة في كيفية تنصر النعمان.
أما الأخباريون فينسبون تنصره الى تأثير عدي بن زيد عليه. وهم يروون أنه خرج ذات يوم راكباً ومعه عدي بن زيد، فوقف بظهر الحيرة على مقابر مما يلي النهر، فقال له عدي بن زيد: أبيت اللعن، أتدري ما تقول هذه المقابر? قال: لا ! قال: إنها تقول: أيها الراكب المخبـوّن على الأرض المجدّون
مثل ما أنتـم حـيينـا وكما نحن تكـونـون
ثم قال: ربّ ركب قد أناخوا حولنـا يشربون الخمر بالماء الزلال
ثم أضحوا لعب الدهر بهـم وكذاك الدهر حالاً بعد حال
فأثر هذا القول - على حد قول الأخباريين - في نفس النعمان، وارعوى، وتنصر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق