643
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
وقد كان تنصر "النعمان" في حوالي سنة "593م" تقريباً، وصار يعد نفسه من حماة المذهب النسطوري الذي انتشر في العراق، كما صارت الحيرة من معاقل هذا المذهب أيضاً لدخول أناس من أصحاب الجاه والسلطان فيه. ومن الحيرة خرج "سرجيوس" "Sergios" في أواسط القرن السادس، فذهب إلى اليمن، إلى نجران، حيث قام بالتبشير هناك، مدة ثلاث سنوات حتى وافته منيته بعد ثلاث سنين.
وينسب إلى النعمان أبو قابوس دير اللج، وقد دعي بي "دير اللجة" في "تأريخ سعرت"، ونسبه الى اللجة ابنة النعمان. وذكر إن في هذا الدير قبر "مار آبا الكبير" الجاثليق.
وينسب أهل الأخبار "شقائق النعمان" إلى "النعمان بن المنذر" فيقولون: "وكان خرج إلى الظهر وقد اعتم نبته من بين أحمر وأخضر وأصفر، واذا فيه من هذه الشقائق شيء كبير، فقال: ما أحسنها ! احموها. فحموها فسميت: شقائق النعمان".
وذكر إن النعمان كان يعتني بتربية الخيل والإبل والماشية، فكان يشتري خير فصائلها ويحميها لنفسه، ولا يسمح لأحد بالحصول عليها أو تلقيح نعمهم أو خيولهم منها الا باذنه. وقد اشتهرت اليحموم والدُّفوف من جملة خيوله.
وبينما نقرأ في شعر لمالك بن نويرة اليربرعي، إن تاج النعمان بن المنذر كان من ذهب وزبرجد. وياقوت، نرى "المعري" يشير إلى انه كان خرزات، ولم يكن كتاج المنذر. وخرزات الملك: جواهر تاجه.
ونجد في كتب الأخبار والأدب، إن وفود العرب كانت تفد على "النعمان ابن المنذر"، فيكرمها ويحبوها، ويقضي حوائجها. وكان يتخذ للوفود عند انصرافها مجلساً يطعمون فيه معه ويشربون. وقد يتفاخر رؤساء الوفود بعضهم على بعض، فيحكمونه في أيهم أفضل، وقد تتحول تلك المفاخرات إلى مخاصمات ومهاترات بسبب ترجيح الملك رئيساً على آخر.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق