إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

634 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


634

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند

والقصة كما يرويها الأخباريون قصة طريفة تصلح إن تكون موضوعاً لشريط سينمائي اختلط فيها التأريخ بالخيال، والواقع بالابداع. أما نحن فلا يهمنا من أمرها الا النتيجة، وهي إن الفرس قبضوا على النعمان ملك الحيرة وسجنوه، وان حادثاً وقع بعد ذلك كان وقعه عظيماً في نفوس العرب، لا في العراق وحده، انما دوى صداه إلى جميع جزيرة العرب كلها، هو حادث وقعة ذي قار، وهي من الوقائع الفاصلة في تأريخ الجزيرة كان لها أثر في فتح الإسلام للعراق.

وندم النعمان كما يقول الأخباريون على ما صنع، واجترأ أعداء عدي عليه، وهابهم هيبة شديدة. وبينما كان يوماً في صيده، اذ به يشاهد غلاماً ظريفاً ذكياً ففرح به فرحاً شديداً. فلما عرف انه زيد وانه ابن من أبناء عدَي، قرّبه وأعطاه وحباه، ثم أرسله إلى كسرى، وكتب معه كتاب توصية رقيقة يشير فيه إلى منزلة عدي منه والى خسارته بوفاته والى عظم المصيبة، ويوصي كسرى بالولد خيراً. فلما وصل زيد إلى كسرى، جعله مكان أبيه وصرف عمه إلى عمل آخر، فكان هو الذي يلي ما يكتب به إلى ارض العرب وخاصة الملك. ولما مضى وقت على زيد في هذه الوظيفة، وقع عند الملك بهذا الموقع مكاناً حسناً،وتعالت منزلته عنده. ولما اطمأن إلى مركزه أخذ يدبر مكيدة الانتقام من النعمان قاتل أبيه حتى نجح في مسعاه، اذ قبض عليه كسرى فبعث به إلى سجن خانقين، فلم يزل في السجن حتى وقع الطاعون فمات فيه. وفي رواية انه مات بساباط. وقد رجح الطبري رواية خانقين، وانه مات بسحق الفيلة له. وفي رواية أخرى انه سجن في القطقطانه في البر. وهكذا نجد الرواة يذهبون جملة مذاهب في سجن النعمان.

والذين يروون إن حبس النعمان كان بساباط يستشهدون بشعر للأعشى جاء فيه: فداك وما أنجى من الموت ربه  بساباط حتى مات وهو محرزق

وقد ذكر المسعودي قصة حبس النعمان ووفاته فقال: "وأمر كسرى النعمان فجلس في مجلسه بساباط المدائن، ثم أمر به فرمي تحت ارجل الفيلة، وقال بعضهم: "بل مات في محبسه بساباط"،مما يدل على إن وفاته كانت في المدائن.

وفي رواية سريانية إن كسرى بعد أن قبض على النعمان بن المنذر وأولاده سقاهم سماً فماتوا، وعصى عندئذ العرب الفرس وأخذوا بهاجمونهم. فأرسل كسرى قائداً سمته الرواية ب "بولر" تولى أمر الحيرة، ولكنه لم يتمكن من ضبط أمورها، لشدة أهلها، فانصرف عنها وترك أمرها لمرزبان اسمه "رزوبى مرزوق"، أقام في برية الحيرة في حصن حفنة، وأخذ يقاتل منه الأعراب.

وفي رواية ل "حمزة الأصفهاني" أن كسرى لما سخط على النعمان بن المنذر واستدرجه إليه من وسط البادية، رمى به إلى أرجل الفيلة، واستباح أمواله وأهله وولد، وأمر إن يباعوا بأوكس الأثمان.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق