إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

631 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


631

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند

ويظهر من وصف الشعراء واهل الأخبار للنعمان انه كان صاحب شراب، يحب الخمر ويجالس ندماءه ليشرب معهم، غير إن الخمر كانت تؤثر فيه وتستولي على عقله، فتدفعه إلى السكر والعربدة والتطاول على ندمائه، مما ازعج اصدقاءه وحوّلهم الى خصوم واعداء بسبب اهانات لحقت بهم منه في اثناء فقده وعيه وعدم تمكنه من حفظ اتزانه.

وقد عبرّ الشاعر "لبيد بن ربيعة العامري" عن النعمان ب "الصعب ذي القرنين" في شعره، مما يدل على إن لقب "الصعب" الذي لقبه به كان معروفاً شائعاً بين الناس. وقد يكون معبّراً عن معنى آخر غير معنى الصعوبة في الملك، كأن يكون اطلاقهم له من قبيل اطلاقهم لفظة "تبع" على من ملك حمير. وأما "ذو القرنين" فقد قيل: إن القرنين هما الضفيرتان، وإن القرن الضفيرة. وقد دعي بذلك لأنه كان قد ربىّ ضفيرتين.

وقد جاء في رواية اخرى إن "الصعب ذا القرنين" لم يكن النعمان المذكوركما ذهبت إليه الرواية المتقدمة، وانما هو "المنذر بن ماء السماء، وانه هو ذو القرنين".

ويظهر من بيت الشعر الذي نتحدث عنه وهو: والصعب ذو القرنين أصبح ثاوياً  بالحنو في جدث، أميم، مقـيم

إن "الصعب ذا القرنين" كان قد ثوى في قبره، فهو يرثيه ويذكره. وذهب الشراح إلى إن "الحنو" اسم بلد، ومعنى هذا إن الملك الذي يشير إليه "لبيد" قد دفن في هذا الموضع، والذي نعرفه من بعض الروايات أن قبر "النعمان" كان بالحيرة، وان ابنته هنداً قد دفنت إلى جانبه.

ومن الشعراء الذين نسب اليهم هجاء النعمان الشاعر عمرو بن كلثوم، وله فيه وفي أمه هجاء مرّ. و قد وصف خاله بأنه ينفخ الكير، ويصوغ القروط بيثرب أي انه كان من صاغة تلك المدينة، وهو مما يؤيد روايات الأخباريين في أصل امه.

لم ينتقل الملك إلى النعمان بسهولة، فقد كان للمنذر جملة اولاد حين اتته المنية، عدتهم ثلاثة عشر ولداً معظمهم طامع في الملك. والظاهر إن المنذر كان عارفاً بالخلاف الذي كان بين اولاده، فلم يشأ إن يزيده بتعيين احد ابنائه. ولا ندري لِمَ لم ينص على اكبرهم جرياً على السنة المتبعة في انتقال الملك. ولعله كان عارفا بحراجة الموقف وضعف مركز ابنه الكبير، وعدم تمكنه من فرض نفسه عليهم إذا عينه ونصبه، لذلك وكل أمره كله إلى إياس بن قبيصة الطائي، فتولاه أشهراً حتى انفرجت المشكلة على النحو التالي على حد رواية ابن الكلبى.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق