إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

630 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


630

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند


ويظهر من شعر ل "سويد بن خذاق" أن "قابوس بن هند" وأخاً من إخوته لم يذكر الشاعر اسمه، غزوَا قومه، وهم من عبد القيس، وانتصرا عليهم وانزلا بهم خسارة فادحة، يوم العُطيف: ففرََّقا القبائل، وكانت أحلافاً متحالفة، وشتتا الشمل. ودعا "الله" أن يجزيهما شرّ الجزاء بما فعلا، وأن يحبس لبن "لبون الملك"، فلا تدر عليه، جزاء وفاقاً لما قاما به نحو قومه.

أما الذي خلفه على الحيرة، فهو النعمان بن المنذر المعروف بأبي قابوس. وقد كنّاه بعض الشعراء ب "أبي قبيس". كما كنّاه بعضهم ب "أبي منذر". ويذكر أهل الأخبار ان الناس كانوا إذا دخلوا على النعمان أو كلّموه، قالوا له: "أبيت اللعن". وذكر المسعودي: انه "هو الذي يقال له: أبيت اللعن".

اما أم النعمان، فهي "سلمى بنت وائل بن عطية بن كلب" 0 أو "سلمى بنت عطية".وقد نسبها بعض الأخباريين إلى سلمى بنت وائل بن عطية الصائغ. وقالوا إنها من فدك، وزادوا في ذلك انها كانت امة للحارث بن حصن بن ضمضم ابن عدي بن جناب من كلب من دومة الجندل. فهي بنت صائغ من فدك على رواية بعض، وأمة من دومة الجندل على رواية بعض آخر. وهي في كلتا الحالتين من طبقة وضيعة لا تليق بأسرة مالكة، ولعلها من أصل يهودي، إذ كان أكثر اهل فدك من اليهود. وكانوا يحترفون الحرف ومنها الصياغة. وقد دعي النعمان بأمه،فقيل له ابن سلمى في شعر الهجاء، وقصدهم من ذلك إهانته. وقد تولى النعمان الثالث، وهو النعمان الذي نتحدث عنه، الحكم في حوالي السنة "0 58" أو السنة "581" للميلاد. ودام حكمه حتى السنة "2 0 6 م".

والظاهر من وصف الأخباريين له أنه كان دميم الخلقة، فقالوا: إنه كان أحمر، أبرش، قصيراً. وهذا مما قوى جانب خصومه في التهكم به، يضاف إلى ذلك أصل أمه، وقد أثر هذا النقص الذي لا يد له فيه، في نفسية النعمان، وفي سلوكه، ولا شك، فصيره سريع الغضب، أخاذاً بالوشايات، فوقع من أجل ذلك في مشكلات عديدة. وقد يكون تسرعه إلى تصديق ما قاله الواشون عن عديّ بن زيد، وتأثره بأقوالهم من غير تحقيق ولا امتحان وقتله له، من جملة تلك العوامل التي أدت إلى هلاكه. وقد يكون اللقب الذي لقب به، وهو "الصعب"، وصفاً لتلك السجايا التي اتصف بها الملك، والتى تعبر عن عقدة "مركب النقص" التي كانت ملازمة له.

وقد كان لقبح النعمان ودمامته ولأصل امه دخل ولا شك في تكوبن الخلق العصبي فيه،. فصار يهيج ويتأثر به، ويأخذ بأقوال الوشاة من غير تمحيص ولا ترو، فنقمت منه الناس، وهجاه بعض الشعراء.

أما اخوته وكانت عدتهم اثني عشر رجلاً عدا النعمان " فقد اشتهروا بالجمال والهيبة والوسامة، ولذلك نعتوا بالأشاهب، فوصفهم الأعشى بقوله: وبنو المنذر الأشاهب بالـح  يرة يمشون غدوة بالسيوف

وقد أثرت شهرة اخوته بالأشاهب وبالوسامة في طبع النعمان المذكور، وزادت في عصبيته وفي حدة طبعه وفي تأثره بأقوال الناس.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق