إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

629 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


629

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند

ويفاجئنا بعض الأخباربين بذكر رجل يقال له "فيشهرت" أو "السهرب" أو "السهراب"، قالوا انه هو الذي تولى الملك بعد قابوس. وقد جعل حمزة مدة حكمه سنة واحدة في ايام "كسرى أنو شروان". ولم يشر الأخباريون إلى الأسباب التي ادت إلى تعيين هذا الرجل الغريب ملكاً على الحيرة دون سائر آل لخم، ومنهم المنذر أخو عمرو بن هند وقابوس، فلعل اضطراباً حدث في المملكة أو نزاعاً وقع بين اولاد قابوس أو بين آل لخم ادى إلى تدخل الفرس فقرروا تعيين رجل غريب عن اهل الحيرة لأمد حتى تزول أسباب الخلاف، فقرروا تعيين واحد منهم. فلما زالت تلك المواقع، عيّن المنذر ملكاً على الحيرة وبذلك عاد الملك إلى آل لخم.

ويلاحظ إن بعض الأخباريين لم يذكروا اسم فيشهرت أو السهراب، بل ذكروا إن الملك انتقل إلى المنذر بعد وفاة اخيه قابوس. وذكر المسعودي في كتابه: مروج الذهب النعمان بن المنذر مباشرة بعد قابوس.

واذا صحت رواية حمزة من إن حكم المنذر كان ثمانية أشهر في عهد "كسرى أنو شروان " وثلاث سنين واربعة أشهر في ايام "هرمز بن كسرى" "فيجب إن يكون حكمه قد امتد من سنة "579" حتى سنة "583" للميلاد، تقريباً لأن نهاية حكم "أنو شروان" كانت في سنة "579" للميلاد على رأي المؤرخين، وحكم "هرمز" من سنة "579" حتى سنة "595" للميلاد.

ويظهر من شعر منسوب إلى الشاعر "المرقّش" إن "المنذر" كان ينقب عنه أي: يستقصي في طلبه، ولم يذكر سبب ذلك، ولعله كان قد هجاه، أو إن جماعة وشت به عنده، فصار يبحث عنه للايقاع به. وقد طلب في شعره هذا من الملك المذكور أن يكف عن طلبه ويسكت عنه، وتمنى لو انه في "الزج" وهو موضع، أو "بالشام ذات القرون". وذلك لأن بلاد الشام بلاد كانت تحت حكم الروم، فليس للمنذر حكم عليها، فهو يكون بها في بلاد العدو بعيداً عن المنذر. وذكر "ابن قتيبة" إن معنى "ذات القرون" الروم " وأراد قرون. شعورهم.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق