إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

628 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


628

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند

ولما تولى قابوس الحكم، أغار على بلاد الشام، وكان يحكم عرب الشام المنذر ابن الحارث بن جبلة اذ ذاك. وقد ذكر "ابن العبري" أن المنذر بن الحارث "منذر برحرت" كان نصرانياً وان جنوده كانوا نصارى كذلك. ولم يشر إلى نصرانية قابوس. ويفهم من جملة ابن العبري. "وقد أغار قابوس على العرب النصارى" ما يؤيد هذا الظن. وقد ظفر قابوس بغنائم عديدة أخذها وعاد بها غير إن المنذر جمع جيشه وسار يتعقبه. فلما التقى به، تغلب عليه، وأخذ منه أموالاً كثيرة وعدداً كبيراً من الجمال. ولما أعاد قابوس الكرة، انهزم، فذهب الى الفرس يلتمس منهم عوناً ومدداً. ويظهر من رواية أخرى أن انتصار المنذر على قابوس كان في سنة "881" من التقويم السلوقي وهي توافق سنة "570" للميلادّ.

ويظهر من رواية ل "يوحنا الأفسوسى" "John of Ephesus" إن الملك قابوساً انتهز الفرصة عند وفاة الحارث بن جبلة، فباغت الغساسنة بهجوم مفاجىء في عقر دارهم، فأسرع عندئذ المنذر بن الحارث وجمع جمعه، وفاجأه بهجوم مقابل لم يتمكن قابوس من الثبات له، فانهزم هزيمة منكرة بحيث لم ينج من أصحابه الا القليل. وقد فر هو ومن سار معه من الناجين في اتجاه نهر الفرات تاركاً عدداً من الأمراء اللخميين أسرى في أيدي المنذر. غير إن المنذر سار في أثرهم حتى كان على ثلاث مراحل عن الحيرة، ويرى نولدكه إن هذه المعركة هي معركة عين أباغ.

وبعد قليل من هذه الهزيمة جرب قابوس حظه مرة اخرى،غير انه مني بخسارة جديدة، وكانت هذه الغارة حوالي سنة "570م".

وجرب قابوس حظه مرة أخرى منتهزاً فرصة القطيعة بين المنذر والقيصر "يسطينوس" "Justinus"، وهي قطيعة لا نعلم أسبابها على وجه التحقيق، وانما يعزو ابن العبري سببها إلى مطالبة المنذر للقيصر بدفع مال إليه ليتمكن به اعداد جيش قوي منظم يستطيع الوقوف به أمام الفرس. فأغار على حدود الروم وتوغل في الأرضين التابعة لهم حتى وصل أتباعه إلى منطقة "انطاكية". وقد دامت تحرشات "عرب الفرس" بحدود الروم ثلاث سنين هي مدة القطيعة،حيث كان المنذر قد ذهب مع اتباعه الى الصحراء فاحتمى فيها،ولم تنقطع هذه التحرشات الا بعد مصالحة الروم له في الرصافة. حينئذ جمع المنذر اتباعه وفاجأ المناذرة بهجوم خاطف كابدت منه الحيرة الأمرين، وأطلق من كان في سجون الحيرة من أسرى الروم، وقد وقعت هذه المفاجأة حوالي سنة "578م". ويظن "روتشتاين" انها وقعت بعد وفاة قابوس في عهد المنذر الرابع أخي "قابوس" وخليفته في الملك.

وقد ذكر "البكري" بيتاً من الشعر لأبي دؤاد وردت فيه اشارة إلى غزوة غزاها قابوس عرفت ب "يوم قحاد". ويظهر إن خصوم قابوس أخذوا بثأرهم من هذا اليوم بغزوة قاموا بها على تنوخ.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق