621
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
هذا وللمتلمس أشعار في هجاء "عمرو بن هند"، وقد ظل يهجوه إلى أن توفي وهو في الغربة في بلاد الشام. وفي جملة ما قاله فيه.
أطردتني حذر الهجاء ولا والله والأنصاب لا تَـئِلُ
فهو يعيره بأنه إنما ابعده عنه وطرده، لأنه كان يهجوه، ولأنه كان يحذر هجاءه ويقول في أبيات أخرى.
ألـك الـسـدير وبـارق ومرابض، ولك الخورنق
والقصر ذو الشرفات من سداد والنخل المسـبـقّ
* * * فلئن تعشق فلتبلغـن أرماحنا منك المُخنَقَّْ
وللشاعر "سويد بن خذاق" شعر في هجاء "عمرو بن هند"، وهو أخو الشاعر "يزيد بن خذاق"، وهما من "عبد القيس". وذكر أن "يزيد بن خذاق"، كان أول من ذمَّ الدنيا في شعر. وفي جملة ما قاله "سويد" في هجاء "عمرو بن هند"، قوله: أبى القلب أن يأتي السدير وأهله وإن قيل عيش بالسدير غـزير
به البق والحُمّى وأسد خـفَـيّة وعمرو بن هندٍ يعتدي ويجور
و "المنخل اليشكري" من معاصري "عمرو بن هند" كذلك. وكان يشبب ب "هند" اخت "عمرو بن هند"، واتهم بامرأة لعمرو بن هند، فقتله على رواية. وذكر انه اتهم بالمتجردة امرأة النعمان بن المنذر،وانه كان ينادم النعمان، وهو الذي اوقع فيما بينه وبين النابغة لحقده عليه، حتى سبب في فرار النابغة إلى "آل غسان" ليخلص نفسه من غضب النعمان عليه. ومعنى هذا إن "عمرو ابن هند" لم يقتله بل عاش إلى ايام النعمان.
وقد مدح "المثقب العبدي" "عمرو بن هند" وكان في زمانه، بقوله: غلبت ملوك الناس بالحزم والنهـى وأنت الفتى في سورة المجد ترتقي
ونجب به من آل نصـر سـمـيدعٍ أغرّ كلون الهـنـدوانـيّ رونـق
ونعته بالحلم والرزانة "والحلم الرزين"، وبالفعلات.
وقد عدّ "ابن قتيبة" الشعراء الذين عاصروا "عمرو بن هند" من قدماء شعراء الجاهلية. فلما تحدّث عن الشاعرين "سويد" و "يزيد"، قال: "وهما قديمان كانا في زمن عمرو بن هند ". ولما تحدث عن "المثقب العبدي" قال عنه: "وهو قديم جاهلي. كان في زمن عمرو بن هند". وعدّ "المنخل اليشكَري" من قدماء الشعراء الجاهليين، فقال عنه: "وهو قديم جاهلي".
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق