إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

597 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


597

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة


ولما هرب الحارث تنقل في القبائل، فلجأ إلى صديق له من كندة. فطلبه الملك فشخص من عند الكندي، وأضمرته البلاد حتىْ استجار بزياد أحد بني عجل ابن لجيم، فقام بنو ذهل بن ثعلبة وبنو عمرو بن شيبان، فقالوا لعجل: أخرجوا هذا الرجل من بين أظهركم، فانه لا طاقة لنا بالشهباء والدوسر، وأبت عجل ذلك عليهم. فلما رأى الحارث ذلك، كره أن تقع الفتنة بينهما بسببه، فارتحل من بني عجل إلى جبلي طيء، فأجاروه، فمكث عندهم حيناً. ثم إن الأسود لما أعجزه أمره، أرسل إلى جارات كنّ للحارث بن ظالم استاقهن وأموالهن، فبلغ ذلك الحارث، فخرج من الجبلين، حتى علم مكان جاراته، فأتاهن، واستنقذهن، واستاق ابلهن، فألحقهن بقومهن. واندس إلى بلاد غطفان حتى أتى سنان بن أبي حارثة المري، وهو أبو هرََم بن سنان ممدوح زهير. وكان الأسود قد استرضع ابنه شرحبيل عند سنان، ترضعه امرأته. فاستعار الحارث سرج سنان، وهو في ناحية الشرية، فأتى به سلمى امرأة سنان، وقال لها: يقول لك بعلك، ابعثي شرحبيل مع الحارث، وهذا سرجه لك آية. فدفعته إليه، فأتي به من ناحية من الشعرية فقتله، وهرب من فوره، وهرب سنان لما سمع بخبر قتله.

فلما بلغ الأسود قتل ابنه شرحبيل غزا بنيُ ذبيان، فقتل وسبى،وأخذ الأموال وأغار على بني دودان رهط سلمى، ثم وجد بعد ذلك نعلي شرحبيل في جانب الشرية عند بني محارب بن خصفة، فغزاهم وأسرهم وأحمى لهم الصفا، وقال: اني أحذّيكم نعالاً، فأمشاهم عليها، فسقطت أقدامهم، ثم إن سيار بن عمرو ابن جابر الغزاوي احتمل للاسود دية ابنه ألف بعير، ورهنه بها قوسه،فوفاه بها. ثم هرب الحارث، فلحق بمعبد ين زرارة فاستجار به، فأجاره، وكان من سببه وقعة رحرحان. ثم هرب حتى لحق بمكة، ثم غادرها إلى الشام، فلحق بيزيد بن عمرو الغساني، فأجاره واكرمه. ومكث عنده. ثم افتقد يزيد ناقة له، ولم يعلم خبرها، فأرسل إلى الخِمْس التغلبي، وكان كاهناً،فسأله عنها،فأخبره إن الحارث صاحبها، فهم به الملك ثم تذمم من ذلك، فأوجس الحارث في نفسه شراً، فأتى الخمس التغلبي فقتله. فلما فعل ذلك دعا به الملك، وأمر به ابن الخمس فقتله بأبيه. وأخذ ابن الخمس،سيف الحارث، فأتى سوق عكاظ في الأشهر الحرم، فأراه قيس ين زهير العبسي، فضربه به قيس فقتله.

وذكر إن الأسود غزا بني ذبيان وبني أسد بشط أربك وأوقع فيهم،وانه وجد نعل ابنه شرحبيل القتيل في بني محارب بن خصفة بن قيس عيلان. فانتقم منهم شر انتقام، وانه قبل من الحارث بن سفيان دفع دية شرحبيل، فدفعها إليه، وهي ألف بعير، "دية الملوك".

وخبر هذه الغزوة هو جزء متمم لخبر قتل الحارث بن ظالم لابن الأسود، كما جاء في رواية أخرى.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق