596
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون
مملكة الحيرة
وجعل "الدينوري" "المنذر بن المنذر بن امرئ القيس " بعد "المنذر" المذكور، وقال: إنه خرج يطلب دم أبيه، فقتله الحارث أيضاً بعين أباغ، ويقال: إن قاتله هو "مرّة بن كلثوم ا!تغلبي"، أخو عمرو بن كلثوم، ثم نصب من بعده شقيقه عمرو بن هند، ثم النعمان بن المنذر أبا قابوس، وبذلك أنهى قائمته لملوك الحيرةْ. وهي قائمة سقط منها عدد من الملوك.
ولا نعرف من أخبار الأسود شيئاً كثيراً. وقد ذكر حمزة أنه حكم عشرين عاماً، وذلك في زمن فيروز بن يزدجرد وبلاش بن فيروز وقباذ ين فيروز.
وروى أنه حارب الغساسنة وانتصر عليهم، وأسر منهم، كما روى أنه وقع في احدى معاركه في أيدي الغساسنة، فقتله. و ذكر الطبري أن الفرس أسرته، ولم يذكر سبب هذا الأمر. وأنه حكم عشرين سنة، من ذلك في زمن فيروز ابن يزدجرد عشر سنين، وفي زمن بلاش بن يزدجرد أربع سنين، وفي زمان قباذ بن فيروز، ست سنين.
وقد حكم "فيروز" من سنة "59 4 م" حتى سنة "4 48 م"، ويكون حكم "الأسود" بحسب رواية الطبري المتقدمة في حوالي السنة "474 م" تقريبا، وقد حكم "بلاش" أربع سنين، من سنة "4 48 م" حتى سنة "88 4 م"، ثم حكم "قباذ الأول"، وهو ابن فيروز من بعده. حكم من سنة "488" حتى سنة "531" للميلاد. ولما كان "الأسود" قد حكم ست سنين من زمان حكم "قباذ"، تكون سنة وفاته في حوالي السنة "494 م".
وورد في رواية انه كان للاسود بن المنذر ولد اسمه شرحبيل، قتل، قتله الحارث بن ظالم، وكان طفلاً مسترضعاً عند سنان بن أبي حارثة المريّ.
وكان سبب ذلك على ما تذكره الرواية إن "خالد بن جعفر بن كلاب" كان قدم على "الأسود بن المنذر" أخي النعمان،ومعه "عروة بن عتبة بن جعفر"، فالتقى خالد بن جعفر والحارث بن ظالم بن غيظ بن مرة بن سعد بن ذبيان عند الأسود بن المنذر، فجعل خالد يقول للحارث: يا حمار، أما تشكر يدي عندك إن قتلت عنك سيّد قومك زهيراً وتركتك سيدهم ? فقال: سأجزيك شكر ذلك. فلما خرج الحارث، قال الأسود لخالد:ما دعاك الى أن تتحرش بهذا الكلب، وانت ضيفي ? فقال: انما هو عبد من عبيدي، ولو وجدني نائماً ما أيقظني. وانصرف خالد إلى قبته، فلامه عروة الرحال، ثم ناما وأشرجت عليهما القبة، فلما هدأت العيون، انطلق الحارث حتى أتى قبة خالد، فهتك شرجها، ثم ولجها وقتله. فنادى عروة: واجوار الملك ! فأقبل الناس، وسمع الأسود الهتاف، وقرر الانتقام ممن خرق جوار الملك. وهرب الحارث منه.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق