إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

592 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


592

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة


وعاد الطبري فتكلم على هذا الموضوع في اثناء حديثه عن الاحداث التي وقعت بين العرب في ايام قباذ، فقال: "وحدثت عن هشام بن محمد، قال: لما لقي الحارث بن عمرو بن حجر بن عدي الكندي النعمان بن المنذر بن امرئ القيس ابن الشقيقة، فقتله، وأفلته المنذر بن النعمان الاكبر وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كان يملك، بعث قباذ بن فيروز ملك الفرس الى الحارث بن عمرو الكندي: انه قد كان بيننا وبين الملك الذي قد كان قبلك عهد، واني احب إن ألقاك. وكان قباذ زنديقا يظهر الخير ويكره الدماء. فجعل الطبري والد النعمان في هذه الرواية المنذر بن امرئ القيس مع إن والد النعمان المقصود هو امرئ القيس. وقد ذكر الطبري إن ملك النعمان إلى إن ترك ملكه وساح في الارض تسع وعشرين سنة وأربعة اشهر. من ذلك في زمن يزدجرد خمس عشرة سنة، وفي زمن بهرام جور بن يزدجرد أربع عشرة سنة. واذا اخذنا بهذه الرواية وجب إن يكون ابتداء حكم الملك النعمان في سنة "405 م"، وتركه الملك واختياره في الارض وحياة الزهد في حوالى السنة "434 م". فقد حكم بهرام بن يزدجرد، المعروف ب "بهرام الخامس" عند المؤرخين فيما بين السنة "0 2 4 م" والسنة "38 4". وصار عرش الحيرة بعد النعمان إلى ابنه المنذر، وكانت أم المنذر من غسان.

وهي هند بنت زيد مناة بن زيد بن عمرو الغساني 0 اما المسعودي، فذكر انها: هند بنت الهيجانة من آل بكر.

وقد ذكر الطبري إن يزدجرد لما ولد بهرام جور، اختار لحضانته العرب، فدعا المنذر بن النعمان واستحضنه بهرام، فسار به المنذر، واختار لرضاعته ثلاث نسوة ذوات اجسام صحيحة وأذهان ذكية وآداب حسنة، من بنات الأشراف، وهن عربيتان وعجمية، فأرضعنه ثلاث سنين، فلما بلغ خمس سنين، احضر له مؤدبين، فعلموه الكتابة والرمي والفقه. وأحضر له حكيما من حكماء الفرس. ثم احضر له معلمي الفروسية، فتعلم الرماية والصيد وركوب الخيل حتى صار من أمهر الناس. وظل هذا شأنه لدى المنذر حتى مات يزدجرد. ففرح الناس بوفاته وقرر الاشراف والموبذان والمرازبة صرف الملك عن اسرة يزدجرد، لسوء سيرته في الناس، ونصبوا شخصاً آخر مكانه. فلما رأى بهرام ذلك، طلب مساعدة المنذر، فأرسل المنذر قوة بقيادة ابنه النعمان، وسار هو على رأس قوة اخرى قوامها ثلاثون الفاً من فرسان العرب، ومعه بهرام، وبعد مفاوضات وافق الفرس على خلع من نصبوه كسرى عليهم، وتعيين بهرام، وبفضل هذه المساعدة استعاد التاج.

وتناقض هذه الرواية كما نرى من الرواية السابقة التي دوّنها الطبري نفسه في تعليل سبب بناء الخورنق والتي تحدثت عنها قبل قليل.وقد فطن ابن الأثير الذي نقل الروايتين ايضاً لهذا التناقض، فقال: "هكذا ذكر أبو جعفر، في اسم بهرام جور، إن اباه اسلمه إلى المنذر بن النعمان كما تقدم، وذكر عند يزدجرد الأثيم انه سلم بهرام إلى النعمان بن امرئ القيس ولا شك إن بعض العلماء قال هذا وبعضهم قال ذاك، الا انه لم ينسب كل قول إلى قائله". وأبو جعفر هذا هو الطبري.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق