593
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون
مملكة الحيرة
ولا نعلم شيئاً من أمر النعمان بن المنذر الذي تولى قيادة القوة التي أمر والده بارسالها للتحرش بمملكة الفرس، بعد إن رفضوا نصب بهرام جور ملكاً عليهم على نحو ما رأيناه في رواية للطبري الثانية. فقد سكت الطبري عنه كما سكت الأخرون.
ونجد رواية نشأة بهرام جور بأرض العرب في رواية لليعقوبي مختصرة، هي في الواقع جمع للروايتين السابقتين. ذكر اليعقوبي إن يزدجرد دفع بهرام جور إلى النعمان، فأرضعته نساء العرب، ونشأ على أخلاق جميلة. ولما مات يزدجرد كرهت الفرس أن تولي ابنا له لسوء سيرته، وقالوا: "بهرام ابنه قد نشأ ياًرض العرب لا علم له بالملك" "وأجمعوا على أن يملكوا رجلا غيره، فسار بهرام في العرب، فلما لقي الفرس، هابته، فأذعنوا له وأعطوه الطاعة فوعدهم من نفسه خيراً. وكتب إلى الآفاق يعدهم بذلك. وقدم المنذر بن النعمان عليه، فرفع منزلته. فلم تنكر هذه الرواية رواية من زعم إن يزدجرد سلم ابنه إلى النعمان، ولم تنكر صلة المنذر ببهرام جور، ولكنها كما نرى لم تشر إلى اسم من قاد الجيش من العرب وسار على الفرس.
ولا يمنع على كل حال قول الأخباريين في بناء النعمان الأول الخورنق لبهرام من كون ابنه هو الذي ساعد بهراماً على أخذ التاج. لقد سلمه والده صغيراً إلى النعمان، فلما كبر وترعرع، ومات والده وهو بين عرب الحيرة، وامتنع الفرس من توليه التاج، ساعده المنذر في ذلك، وأخذ له حقه ممن اغتصبه منه..
ويظهر من أخبار الأخباريين انه كانت للمنذر منزلة عند "يزدجرد". ذكر الطبري إن يزدجرد "دعا بالمنذر بن النعمان، واستحضنه بهرام،وشرّ فه وأكرمه، وملّكه على العرب وحباه بمرتبتين سنيتين، تدعى احداهما "رام ابزوذ يزدجرد" وتأويلها "زاد سرور يزدجرد"، و تدعى الأخرى "بمهشت" وَتأويلها "عظم الخول".، وامر له بصلة وكسوة بقدر استحقاقه لذلك في منزلته،وأمره أن يسير ببهرام إلى بلاد العرب.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق