591
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون
مملكة الحيرة
وقد ورد فيَ بعض الروايات تنصر النعمان، ونسب تنصره إلى سلطان القديس "سمعان العمودي" "Symeon Stylites" عليه، وكان يقوم، بالتبشير بين أهل الحيرة. وذكر انه شفاه ببركته من مرض كان به، فتنصر. وهي رواية في حاجة الى دليل. فلم يثبت إن آل لخم كانوا قد تنصروا فيَ هذا العهد.
وقد ذكر الطبري إن تبع بن حسان بن تبع بن ملكيكرب بن تبع الأقرن،تبع حمير ارسل حينما ولي الملك ابن اخته الحارث بن عمرو بن حجر الكَندي في جيش عظيم إلى بلاد معد والحيرة وما والاها، فسار إلى النعمان بن امرئ القيس ابن الشقيقة. فقاتله، فقتل النعمان وعدة من اهل بيته، وهزم اصحابه، وافلته المنذر بن النعمان الاكبر، وامه ماء السماء امرأة من النمر. فذهب ملك ال النعمان، وملك الحارث بن عمرو الكندي ما كانوا يملكون.
وقد استدرك الطبري على هذه الرواية، فذكر بعدها مباشرة هذه الجملة،قال: "وقال هشام: ملك بعد النعمان بن المنذر ابنه المنذر بن النعمان، وأمه هر ابنة زيد مناة بن زيد الله بن عمرو الغساني اربعاً واربعين سنة". وذلك يدل على إن هذه رواية اخرى منسوبة إلى ابن الكلبي ايضاً، ولكنه اخذها من مورد اخر غير المورد الذي نقل منه الرواية السابقة، وهي منسوبة ايضاً إلى ابن الكلبي استهلها الطبري بقوله: "حدثت عن هشام بن محمد". وهو ابن الكلبي. وحديث الطبري عن قتل الحارث بن عمرو الكندي للنعمان بن امرئ القيس ابن الشقيقة، يناقض ما رواه هو نفسه وما رواه غيره عن تنسك النعمان واعتزاله الملك وسياسته في الارض وعن اللقب الذي منحه الاخباريون إياه وهو "السائح" ويظهر إن ابن الكلبي وأضرابه رواة هذه الروايات كانوا قد اخذوا رواياتهم من مصادر عربية مختلفة، غير مدونة، فوقع هذا التناقض بين الروايتين.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق