إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

579 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


579

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

ووصف "الطبري" عمرو بن عدي، فقال عنه: "هو أول من اتخذ الحيرة منزلاً من ملوك العرب، وأول من مجده أهل الحيرة في كتبهم من ملوك العرب بالعراق، واليه ينسبون، وهم ملوك آل نصر، فلم يزل عمرو بن عدي ملكاً حتى مات وهو ابن مائة وعشرين سنة، منفرداً بملكه، مستبداً بامره، يغزو المغازي ويصيب الغنائم، وتفد عليه الوفود دهره الأطول، لا يدين لملوك الطوائف بالعراق، ولا يدينون له، حتى قسم اردشير بن بابك في أهل فارس". وذكر الطبري أن الحيرة. خربت بعد هلاك بختنصر، لتحول الناس عنها إلى الأنبار، وبقيت خراباً إلى أن عمرت في زمن عمرو بن عدي، باتخاذه إيّاها منزلاً.

وَثمَّ رواية تنسب نصراً إلى الساطرون ملك الحضر، وتجعل آل نصر من الجرامقة، من "رستاق باجرمي"، ورواية أخرى تجعل ملوك الحيرة من "أشلاء قنص بن معد". فقد ذكر أن "عمر بن الخطاب" لما أتى بسيف النعمان بن المنذر، دعا جبير بن مطعم فسلمه إياه، ثم قال:يا جبير، ممن كان النعمان ? قال: من اشلاء قنص بن معد. وهو من ولد عجم بن قنص، إلا إن الناس لم يدروا ما عجم، فجعلوا مكانه لخماً، فقالوا هو من لخم ونسبوا إليه. وكان جبير من أنسب العرب. والذي عليه اكثر أهل الأخبار إن "آل نصر" هم من اليمن، كانوا قد تركوا اليمن وهاجروا حتى استقروا بالعراق، ونزلوا الحيرة، وأسسوا ملكهم بها.

ويذكر الأخباريون إن عمراً انتقم من الزباء لقتلها جذيمة، ورووا في ذلك رواياتهم المرصعة بالشعر والأمثال. وهي روايات لا تستند إلى اسس تاريخية، اذا قصدوا، بذلك الزباء ملكة تدمر التي عرفنا تأريخها ونهايتها في مكان آخر من هذا الكتاب.

وجعل " "الدينوري" مدة حكم "عمرو بن عدي" نيفاً وستين سنة.

وتولى الملك بعد وفاة عمرو ابن امرؤ القيس. ويقال له امرؤ القيس البدء وامرؤ القيس الأول. أما امه،فهي ماوية بنت عمرو اخت كعب بن عمرو الأزدي على رواية حمزة. وقد عاصر جملة من ملوك الفرس، هم: سابور ابن أردشير "شابور بن أردشير"، وهرمز بن سابور، وبهرام بن هرمز، وبهرام بن بهرام، وبهرام بن بهرام بن بهرام، ونرسى بن بهرام بن بهرام، وهرمز بن نرسى، وسابور ذو الاكتاف على رواية تجدها مدونة في تأريخ حمزة. وجعل مدة ملكه مئة واربع عشرة سنة، وهي مدة تتفق مع ما ذكره الطبري حكاية على لسان ابن الكلبي.

غير اننا اذا ما وازنا بن ما ذكره الطبري حكاية على لسان ابن الكلبى في عدد ملوك الفرس الذين حكم "امرؤ القيس" في ايامهم، وفي مدة حكمه في عهد كل ملك. من هؤلاء الملوك. وبين ما ذكره حمزة نجد اختلافاً في العدد واختلافاً في المدة، مما يدل على إن حمزة نقل من مورد آخر يختلف عن مورد الطبري.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق