569
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون
الصفويون
ويرى بعض المستشرقين إن الصفويين هم مثل سائر القبائل العربية الشمالية هاجروا من جزيرة العرب إلى الشمال، فسكنوا في منطقة "الصفاة"، غير انهم لم يكونوا قد اندمجوا في أثناء تدوينهم كتاباتهم بالثقافة السامية الشمالية كما اندمج غيرهم مثل النبط، بل كانوا لا يزالون محافظين عاى صلاتهم بالجزيرة ولا سيما بالعربية الجنوبية منها موطنهم القديم. وتعبرّ عن هذه الصلة بعض الخصائص اللغوية التي ترجع على رأيهم إلى أصل عربي جنوبي، غير إنهم تأثروا بالطيع بمن اختلطوا بهم وبمن تجاوروا معهم من الساميين الشماليين أو العرب الشماليين، ويظهر أثر هذا الاختلاط على رأيهم أيضاً في الأسماء والكلمات والتعابير الخاصة التي نقرأها ثي هذه النصوص.
قلت: إن كلمة "الصفويون" لا تعني شعباً معيّناً أو قبيلة معينة، وإنما هي اصطلاح أوجده "هاليفي" ليطلق على الكتابات التي عثرعليها في مواضع متعددة من "اللجاة" و "حوران" ومواضع أخرى، لذلك يجب ألا يفهم أننا نقصد أناساً تركوا لنا كتابات متشابهة كتبت بقلم واحد، ليظهر أنهم كانوا بين البداوة والحضارة فلاحين ورعاة لهم قرى ومزارع، وربما كانت لهم تجارات أيضاً، غير أننا لا نعرف من أمرهم شيئاً كثيراً. فقد يكونون اذن من قبيلة واحدة، وقد يكونون جملة قبائل، وقد تكون لهم "امارة" لا نعرف من أمرها شيئاً، وربما لا يكون لهم ذلك.. وربما كانوا أتباعاً للسلطة القائمة في بلاد الشام تتحكم فيهم بنفسها أو بواسطة أمراء أو سادات قبائل.
وقد يكون الصفويون أناساً وصلت أسماؤهم الينا، وكتب المؤرخون عنهم، ولكننا لا نعرف أنهم هم الذين نبحث عنهم، لأننا أمام أصطلاح جديد مبهم، ظهر كما قلنا في القرن التاسع عشر، ليست له حدود واضحة ولا معالم مرسومة، فلا ندري نحن في الواقع ما نريد، قد يكون هؤلاء أسلاف غساسنة الشام، وقد يكونون غيرهم.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق