568
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون
الصفويون
وفي جملة ما عثر عليه من أسماء آلهة الصفويين اسم إلَه عرف ب "إلَه هجبل" "إلاه هاجيل" "إلَه الجبل"، وهي تسمية تدل على أن عبدته كانوا من سكان جبل أو أرض مرتفعة، ولهذا نعتوا إلههم ب "إلَه الجبل" أو أن عبدته هؤلاء قد أخذوه من أناس كانوا قد خلقوا إلههم من ارتفاع أرضهم، وصار إلهاً من آلهة الصفويين. وهو يقابل الإلَه المسمى ب "الاجبل" "أو"Elagabal" وهو كناية عن الشمس، وكان يعبد في "حمص" "Emesa" فإن لفظة "Elagabal" تعني "إلهَ الجبل" "وقد رمز إليه ب "حجر أسود" وعباد الحجر الأسود كانت معروفة عند الجاهليين. وقد كان أهل مكة يقدسون الحجر الأسود في مكة ويتقربون إليه.
ولا ندري من حلّ في محل الصفويين فأخذ مواطنهم، ولمَ اختفت كتاباتهم بعد عهدهم هذا ? هل كان الذين أخذوا مكانهم أميين لا يَقرأون ولا يكتبون فكانت أيامهم صُماً بُكماً? الذين أخذوا مكانهم هم أعراب مثلهم، كانوا أقوى منهم، لذلك تغلبوا عليهم على وفق سنة البادية. هذا جواب لا شك فيه. ولكننا لا نستطيع تحديد هوية أولئك الأعراب وتعيين أسماء قبائلهم، كما أننا لا نستطيع التحدث عن سبب سكوتهم وعدم ترك آثار كتابية لهم تتحدث عن أيامهم وعن قبورهم وأصدقائهم وما شاكل ذلك من أمور الى زمن مجيء الإسلام. إن الغساسنة، هم آخر من نعرف أنهم كانوا في هذه الأرضين وفيما جاورها وكذلك قبائل عربية أخرى مثل لخم وكلب،ولكننا لا نعرف أنهم تركوا كتابات تتحدث عنهم.
وبين أسماء الأشخاص المدونة في النصوص الصفوية أسماء تشبه أسماء أهل مكة والعرب الشماليين شبهاً كبيراً، ويحملنا هذا على تصور إن ثقافة الصفويين عربية شمالية. ونجد هذا التشابه في أمور ثقافية أخرى،سأتحدث عنها في الأماكن المناسبة.
ومن الأسماء الواردة في النصوص الصفوية: "قصيو"، أيَ "قصي". وقد ورد اسم "قصيو بن كلبو"، أي "قصي بن كلاب" في أحد النصوص. وكان من رجال الدين. وورد "قصيو بن روحو" أي "قصي بن روح". و "قصيو بن اذينت"، أي "قصي بن أذينة".
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق