إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

567 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون الصفويون


567

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
     
الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون

الصفويون


ونجد هذا الذكاء الفطري في الصور المرسومة للحيوانات، فقد أراد مصوروها أن يعبروا عن غرائزهم الفنية بصورة محسوسة ترى، فرسموا صور حيوانات ألفِوها ورأوها، بصورة بدائية، ولكنها معبّرة أخاذة. ورسموا بعض المناظر المؤثرة فيَ حياتهم مثل الخروج للصيد ومعارك الصيد، فنرى على بعض الأحجار فارساً وثد حمل رمحاً طويلاً، ونرى مشاة وقد حملوا أقواساً وتروساً صغيرة مستديرة لوقاية أجسامهم من السهام أو من الحيوان، ونرى رجالاً يطاردون غزالاً أو ضأناً، ونرى أناساً فرساناً ومشاةً يطاردون أسداً، ونرى غير ذلك من صور بدائية من هذا القبيل، مهما قيل فيها، فإنها صور رائعة لا يمكن أن يحفرها فنان بأحسن من هذا الحفر، وهو في مثل هذا المحيط، وليست لديه من آلات الحفر غير هذه الالات.

والصور المنقوشة على الأحجار التي ترينا الصفوي وقد ركب حصانه معتقلا" رمحاً طويلاً، هي صورة المحارب الفارس عند الصفويين، وهي فيَ الواقع صورة الفرسان الأعراب، سلاحهم الرئيسي الرماح، يطعنون بها خصمهم. وما زال البدو في بعض البوادي من جزيرة العرب يحملون ذلك السلاح التقليدي القديم، يحاربون به خصومهم في المعارك القبلية البدائية. وأما المحارب الماشي، فإنه يحارب بالقوس وبيده الترس كما يظهر من بعض الصور، وهو لا بد أن يكون قد استعان بأسلحة أخرى بالطبع، مثل السيوف والفؤوس والحجارة وكل ما ثقع يده عليه مما يصلح أن يكون مادة للقتال والعراك.

إن الصور التي تمثل الناس، وهم يطاردون الغزلان أو بقر الوحش و الأسد أو الحمار الوحشي، هي صور مفيدة جداً تتحدث عن وجود تلك الحيوانات في تلك الأماكن وفي تلك الأوقات، وعن طرقهم في صيدها. وقد كانت لحوم بعض تلك الحيونات طعاماً شهياً لمن يصطادها ولآلهم وجماعتهم، كما أن لوجود صورة الحصان شأناً في اظهار أن الصفويين وغيرهم كانوا يعرفون الخيل في تلك الأزمنة، وأن الحصان العربي كان موجوداً يومئذ.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق