إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

565 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون الصفويون


565

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
     
الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون

الصفويون

وقد أفأدتنا هذه الكتابات من الناحية الجغرافية، اذ قدمت الينا أسماء مواضع عديدة لا يزال بعضها يسمى بالأسماء الواردة في تلك الكتابات. وقد يمكن في المستقبل دراسة الأسماء الأخرى لتثبيت مواضعها وتعيينها على مصورات الأرض "الخارطات".

ومن المواضع التي ورد اسمها في الكتابات الصفوية، موضع "رحبت"، وهو "الرحبة". وقد ورد في نص سجله رجل اسمه "حنن بن هعتق"، "حنان ابن العاتق"، أو "حنين بن العاتق"، أو "خنن بن العاتق"، وذكر انه "بن ال - رحبت"، أي "من الرحبة"، أو "من آل رحبة"، وانه كتب كتابته هذه في السنة التي دار فيها قتال مع قبيلة "ال حمد" "الحمد" أو "آل حمد". وقد ذهب بعض الباحثين إلى أن "الرحبة" هو اسم موضع. كما إن "الحمد" هو اسم موضع كذلك، وان الذين نزلوا في هذين المكانين وفي أمكنة أخرى نسبوا أنفسهم اليها فقالوا: "آل رحبة" و "آل حمد"، وذلك على نحو ما نجده في عربيتنا من ذكر "آل" في الانتساب، وان هذا معناه إن أولئك الأعراب الِذين نزلوا في الموضعين انتسبوا إلى المكانين، فاستعملوا لذلك لفظة "ال"، أي "آل"، قبل الموضع، فظهر الاسم "ال رجبت" "ال رجبة" وكأنه إسم قبيلة.

ولهذا المظهر من التسميات والانتساب شأن كبير في موضوع دراسة أنساب القبائل، إذ فيه برهان ودليل على أن إلاقامة في موضع تكون سببآَ للانتساب إليه، ثم لتحويل ذلك النسب الى اسم جدّ، وأن ما يرويه أهل الأخبار في هذا الباب مثل انتساب الغساسنة الى "غسان"، وأن "غسان" اسم موضع ماء نزلوا عليه فدُعُوا ا به، يجب أن ينظر اليه نظرة اعتبار، لا رفض وازدراء. وفي أسماء القبائل العربية المدوّنة في كتاب الأنساب والأدب، أو الواردة في الكتابات الجاهلية أمثلة عديدة من هذا القبيل.

ومن الأماكن التي ورد ذكرفي النصوص الصفوية: "بصرى"، وقد ذكرت على هذه الصورة "بصر"، و "هنمرت"، "النمرت"، أي "النمارة"، و "هشبكى" أي "الشبكي" و "حجر".

و "حجر" موضع قد يراد به "الحجر" المعروف في عربيتنا، وهو "Hegra" و "Hegrae" عند اليونان واللاتين، و "حجرا" و "حجرو" عند النبط.

وورد إسم مدينة "تيما" أي:تيماء" في الكَتابات الصفوية كذلك، كالذي ورد في نص دوّنه رجل اسمه "خل - ال بن شبب" أي "خليل - ايل ابن شبيب"، وقد تذكر فيه رجلاً اسمه "أبرش"، وهو من أهل "تيماء".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق