إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

564 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون الصفويون


564

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
     
الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون

الصفويون

لقد كان الصفويون بحكم نزولهم في أطراف بلاد الشام على اتصال بالروم بل اضطروا الى الخضوع لحكمهم والاعتراف بسيادتهم عليهم. والتوغل شمالاً وجنوباً في بلاد الشام بحثاً عن الماء والكلأ وعن القوت، كما اضطروا الى مراجعة قرى بلاد الشام ومدنها للامتيار ولبيع ما عندهم من فائض منتوج أيديهم ومن حاصل حيواناتهم. وهذا مما يدفعهم الى التخاصم أحياناً مع موظفي الأمن الروم وحراس الحدود ورجال الجباية و "الكمارك"، في شأن أمور الأمن، أو أخذ حقوق الحكومة منهم، فيقبض الروم على من يقاوم منهم، أو يتهرب من الأداء، أو يقتل، أو يقوم بأعمال مخالفة، فيلقونه في السجن في و يقتلونه، ولهذا نجد بعض الكتابات وقد سجلت حين هرب صاحبها من سجن الروم. وعاد إلى حريته. وهربه من الروم واستنشاقه نسيم الحرية، معناه اللجوء إلى البادية والأحتماء بها حيث يصعب على الجنود الروم الوصول اليها للقبض عليهم والاقتصاص منهم. والبادية حصن أمين للأعراب.

ويظهر من هذه النصوص أن شأن الصفويين بالروم لم يكن يختلف عن شأن سائر العرب بهم وبأمثالهم من الدول الأجنبية مثل الفرس، فهم مضطرون بحكم وضعهم إلى التسليم لسلطان الدول الأجنبية ما داموا ضعفاء لا يستطيعون مقاومة الأعاجم، فإذا تغيرت الأحوال، وظهرت مواضع ضعف في الأجنبي، اهتبل الأعراب الفرص، فانقلبوا عليه حتى يرضيهم أو يظهر قوته. وهكذا كان الصفويون ينتهزون الفرص، فمتى وجدوا تغرة في سلطان الروم وموضع ضعف في حراسة حدودهم، هاجموهم منها حتى ينالوا ما يبتغون من مغنم، وقد ينقلب الحادث عليهم بالطبع، لسوء تقدير في الموقف، وهذا ما يحدث في كل غزو أو حرب، وهو شيء طبيعي فقد ينتصر المحارب فيربح، وقد يندحر فيخسر كل شيء.

"تر"، و "هجد ل" "هكدل"، و "جر" "كر" و "حز ن" و "حضى"، و "حولت" "حوالة"، و "دمصى" و "سلم"، و"صبح"، و"ضف"، و"عبد"، و"عوذ"، و"غر"، و "فرث"، "وقمر"، و "يحرب"، و "همضر"، و "املكت".

ومن القبائل الصفوية: "اشلل"، و "بكس"، و "جعبر"، و "جوا"، و "حمد"، و "حرم"، و "حظى" "حضى"، و "حمي"، و "زد" "زيد"، و "زهر"، و "عذل"، و "عمرت" "عمرة"، و "فضج"، و "مسكت" "ماسكة"، و "معصى" "معيص"، و "نمرت" "نمرة" "نمارة" "نميرة"، و "هذر" "هذير" "هذار"، و "نسمن" أي "نسمان"، و "حمد" "حماد" "حميد".

وترد لفظة "ال" قبل اسم القبيلة في كثير من الكتابات الصفوية، وتؤدي فيها معنى "آل" عندنا، مثل: "ال تم" أي "ال تيم"، و "ال عوذ" بمعنى "آل عوذ" و "0 ال ادم" "آل آدم"، و "ال حد" "ال حد". وهي بمعنى إن المذكور أو المذكورين من القبيلة المسماة، أو من العشيرة المذكورة، أو من البيت المسمى.

وورود "ال" بهذا المعنى في النصوص الصفوية يدل على إن لغة هذه القبائل وهي قبائل عربية شمالية تشارك لغة القرآن الكريم في هذه الخاصية.

وقبيلة "عوذ" ورد اسمها في عدد من الكتابات الصفوية. وقد ورد في احداها إن حربآَ كانت قد نشبت بينها وبين قبيلة أخرى، أسمها "وعل" أو "ويل" أو "وائل". وقد يكون لاسم هذه القبيلة صلة باسم الإله "جد عوذ".

وقد عثر على اسم قبيلة "نعمن"، أي "نعمان" في بعض االكتابات الصفوية التي عثرعليها في "وادي حوران" بالعراق، ويرد "نعمان" اسماً لأشخاص، ومنهم بعض ملوك الحيرة.

وقد ورد اسم قبيلة في احدي الكتابات التي عثر عليها في العراق، وهي قبيلة "ال صح"، أو "آل صح"، أي "آل صائح"، أو "آل صيح"، أو "الصائح". وما زال اسم "الصائح" معروفاً في ائعراق، وهو اسم عشيرة فقد يكون له صلة بهذه التسمية القديمة.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق