إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

563 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون الصفويون


563

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
     
الفَصْل السّادِسُ والثَلاثون

الصفويون

وقد أرخت بعض هذه الكتابات بحوادث محلية عرفت عند أصحابها، الا انها مجهولة لدينا، لذلك لم نستطع الاستفادة منها في تكوين رأي في زمن كتابتها. فقد أرخ بعضها بسنة وفاة قريب لصاحب الكتابة، أو بوقت نزوله في المكان الذي كتب به الكتّابة، أو بوقت نزوله في المكان الذي كتب به الكتابة،أو بوقت هَربَه من الرومان أو بعد كذا من الأيام أو من السنين من رؤية قريب له أو وفاته، ومثل هذه الحوادث، لا تفيد المتأخرين شيئاً، ولا تساعدهم في تثبيت زمن تدوينها بوجه صحيح مضبوط. وأرخ بعضها بحوادث أعم، الا انها ذكرت بأسلوب فوّت علينا معرفة زمان وقوع الحادث بوجه مضبوط، فقد أرخت كتابة منها ب "سنت نزز اليهد"، أي "سنة الخصام مع اليهود". وهي سنة كان يعرفها صاحب الكتابة وأصحابه. أما نحن فلا نعلم من أمرها شيئاً، فقد خاصم العرب اليهود كثيراً في تأريخهم. فأية خصومة من تلك الخصومات قصد صاحب الكتابة. فإذا كان قد قصد ثورة العرب أهل اللجاة "Trachonitis" على "هيرود الكبير" الملك المكابي، فهذه الثورة يجب أن تكون قد وقعت فيما بين السنة "23 ق. م." والسنة "14 ق. م.". أما اذا كان صاحب النص قد قصد خصاماً آخر، فإننا لا نستطيع التكهن عنه من نصه هذا، لما قلناه من تعدد الخصومات بين العرب واليهود.

وأرخت كتابة أخرى بزمن تمرد صاحب الكتابة على الروم، وذلك سنة مجيء "الميديين" الفرس إلى "بصرى"، "ومرد على رم سنت أتى همذى بصرى" وقصد ب "همذى" "الماذويين"، أي الميديين من الفرس. ولما كانت الأخبار لم تشر إلى اكتساح الفرس ل "بصرى" قبل سنة "614 م"، ظن من عالج هذه الكتابة أن صاحبها قصد استيلاء الفرس عليها في ذلك الزمن، أي في السنين الأولى من سني مبعث الرسول، حيث غلبت الفرس على الروم، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم، غير أن هذا الفريق عاد فأبدل رأيه، لأنه وجد أن هذا الرأي لا ينسجم مع نوع الكتابة والأبحاث الاثارية التي دلت على إن الكتابة يجب أن تكون أقدم عهداً من سنة "614 م"، ورأى لذلك أن استيلاء الفرس على "بصرى" يجب أن يكون قبل ذلك بكثير، وقد يكون وقع في القرن الأول قبل الميلاد، غير أننا لا نملك نصوصاً تأريخية تشير الى وصول الفرس إلى هذا المكان، واستيلائهم عليه في ذلك الزمن. وهكذا نجد أن تلك الكتابة المؤرخة قد أوجدت لنا مشكلة، لم نتمكن من حلهّا بسبب الغموض الوارد فيها عن سنة استيلاء الفرس على بصرى.

وطالما قرأنا في الكتابات أن أصحابها "نجوا من الروم" أو فروا من الروم، أو تمردوا على الروم وأمثال ذلك من تعابير. وقد قصدوا بالروم بلاد الشام التي كانت في أيدي الرومان، ثم انتقلت إلى الروم، وهم اليونان البيزنطيون. ولما كانت بلاد الشام تحت حكم المذكورين، عبرّوا عنها ب "رم" "روم" أي "الروم" "وبلاد الروم".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق