إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

560 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الخامس والثلاثون مملكة تدمر


560

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
        
الفصل الخامس والثلاثون

مملكة تدمر

وصاحب هذه الكتابة رجل اسمه "عبيدو بن غانمو بن سعدلات"، من قبيلة "روحو" أي "روح"، وكان فارساً في حامية مدينة "عنا" وهي "عانة". وقد دوّن كتابته هذه بمناسبة تقديمه مذبحين إلى الإلهَ "شيع القوم" الذي لا يشرب خمراً، وهو حامي القوافل. ويلاحظ أن أكَثر الكتابات تذكر جملة "الذي لا يشرب خمراً" بعد اسم هذا الإله. وهي تعني أن هذا الإلهَ كان يشرب الخمر ولا يحبها، فعلى أتباعه تجنبها. ويظهر إن طائفة من الناس حرّمت عليها الخمرة، ودعت إلى مقاطعتها، واتخذت "شيع القوم" حامياً لها. وهي على نقيض عباد الإلهَ "دسره" "دشرة" "Dussares" أي "ذو الشرى" الذين كانوا يتقربون إلى إلههم هذا بشرب الخمر.

ولا نعرف متى استولى الرومان عليها. ولم يرد ذكرها في قائمة "ماريوس مكسيموس "Marius Maximus" التي عثر عليها في "Dura" والتي يعود تأريخها إلى سنة "211" للميلاد في ضمن المخافر الرومانية التي كانت في المناطق الوسطى لنهر الفرات. ويظهر منها أن "عانة" "Anath" كانت في ذلك الوقت في أيدي "الفرث" "Parthians"، وأن الرومان دخلوها بعد ذلك. قد يكون في أثناء حملة "اسكندر سويرس" "Alexander Severus" كما ذهب "روستوفستزف" "Michael Rostovtzeff" الى ذلك، أو في أيدي "غورديانوس" "Gordianus" كما ذهب "اولمستيد" "A.T.Olmstead" الى ذلك.

وقد ذكر "عانة" "Anatha" المؤرخ "أريان" في أثناء حديثه عن أسطول "تراجان" الذي مرّ بها. وورد اسمها "Anath" في خبر "معين" "Ma'ajn" أحد قواد الملك "سابور الثاني" "309 - 379 م"، وكان قد اعتنق النصرانية وبنى جملة ديارات، ونصب القس على"سنجار" "شجار" "Schiggar"، ثم لم يكتف بذلك، فذهب إلى "عانة"، فبنى على شاطىء الفرات وعلى مسافة ميلين منها ديراً استقر فيه سبع سنوات.

وفي سنة "363" للميلاد حاصرها الروم، وألحقوا بها أضراراً كبيرةّ. وأجلوا السكان عنها. ولما أرسل "فاراموس"Varamus" "Varaious" في عام "591" للميلاد قوة على "عانة" لمناوشة "كسرى" "Chosroes" وصدّه عن الرجوع الى فارس، قتل الجنود قائدهم، وانضموا إلى "كسرى". وفي القرن السابع للميلاد، كان مقر أسقف قبيلة "الثعلبية" في هذه المدينة.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق