إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

559 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الخامس والثلاثون مملكة تدمر عانة


559

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
        
الفصل الخامس والثلاثون

مملكة تدمر

عانة


ذكرت أن التدمريين كانوا قد وضعوا حاميات لهم في مدينة "Anatha"، أي "عانة". وهي لا تزال موضعاً معروفاً حياً على نهر الفرات في العراق وعرفت "عانة" ب "Anat" و "An-at" و "A-na-at" "A-Na-Ti" في الكتابات المسمارية. وعرف موضعها ب "خ -نا" "H-na" و "خا-نا -ت" "Ha-na-at" في النصوص البابلية القديمة. وقد تكونت مملكة صغيرة بهذا الاسم أمتدت رقعتها إلىالخابور،وعرفت المدينة ب "Anatha" في مؤلفات "الكلاسيكيين".

ويشك المستشرق "أدور ماير" "Eduard Meyer" في وجود صلة بين اسم الإله "Ana-tu" "Anat"، واسم مدينة "An-at"، أي "عانة".

ومركز "عانة" الجزر الواقعة في النهر، وهي خصيبة، وفي مأمن من غارات الأعراب. وقد تمكن أصحابها بفضل موقعهم هذا من التحكم في القبائل المجاورة لها ومن أخذ الجزية منها. ولهذا السبب استعمل الآشوريون في الغالب رجالاً من أهلها لحكم منطقة "سوخي" "Suhi". وفيها كان يقيم "ايلو ابني" "Ilu Ibni" حاكم "سوخي" الذي دفع الجزية الى الملك "توكلتي أنورتا الثاني" "Tukulti Enurta" "889 - 4 88" قبل الميلاد.

:قد ذكَر اسم "عانة" و "الحيرة" في الكتابة المرقمة برقم "Littmann". ويرجع تأريخها إلى شهر أيلول من سنة "443" من التأريخ السلوقي، أي شهر "سبتمبر" من سنة "132" للميلاد، وورد فيها اسم الإلهَ "شيع القوم" حامي القوافل والتجارات. ويظهر إن المراد ب "حيرتا" الحيرة الشهيرة في العراق. فإذا كان ذلك صحيحاً، دل على إن نفوذ تدمر قد بلغ هذا المكان، وان للقصص الذي يرويه الأخباريون عن ملوك الحيرة والزباء أصلاً تطور على مرور الأيام فتكونت منه قصة "جذيمة" والزباء.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق