650
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
وذكر إن "النعمان بن زرعة التغلبي" هو الذي أشار على كسرى بمهاجمة "هانئ بن مسعود الشيباني" في ذي قار، وكان يحب هلاك بكر بن وائل، وان إياداً وهي في الحرب اتفقت سراً مع بكر على الهرب، فهربت حين كان إياس بن قبيصة والفرس يقاتلون بكراً، فاضطرب صف العجم، وولوا الادبار، فقتل منهم من قتل، وأسر عدد كبير. وأسر "النعمان بن زرعة التغلبي". والروايات عن معركة ذي قار، هي على شاكلة الروايات عن أيام العرب وعن حروب القبائل وغزو بعضها بعضاً،من حيث تأثرها بالعواطف القبلية وأخذها بالتحيز والتحزب. فنرى فيها تحيزاً لبني شيبان يظهر في شعر "الأعشى" لهم، اذ يمدحهم خاصة، مما أدى الى غضب غيرهم مثل "اللهازم"، ونرى فيها اعطاء فخر لفلان وحبسه عن فلان. ولذلك يجب على الباحث عن أيام العرب وعن حروب القبائل وغزواتها أن يفطن لذلك.
وشعر الأعشى، أعشى بكر، في ذي قار، ومدحه قومه "بني بكر"، شعر مهم للوقوف على حوادث تلك المعركة وكيف جرت. ولبكير: أصم بني الحارث، شعر أيضاً يمدح فيه بني شيبان ويمجد عملهم وفعلهم في هذا اليوم. وقد هجا "أعشى بكر" في قصيدة له عن يوم ذي قار وعن مقام عشيرته ومكانته فيه تميماً وقيسَ عيلان، ثم تعرض لقبائل معد، فقال: لو أن كل معـد كـان شـارَكـنـا في يوم ذي قار،ما أخطاهم الشرف
ونجد شعراً للعديل بن الفرخ العِجليّ، يفتخر فيه بقومه ويتباهى بانتصارهم على الفرس في هذا اليوم، ويقول: ما أوقد الناس من نار لمكرمة إلا أصطلينا، وكنا موقدي النار
وما يعدون من يوم سمعت بـه للناس أفضل من يوم بذي قار
جئنا بأسلابهم والخيل عـابـسة يوم استلبنا لكسرى كل أسوار
وكان هانئ بن قبيصة، من أشراف قومه، وكان نصرانياً، وأدرك الإسلام فلم يسلم، ومات بالكوفة. أما "قيس بن مسعود بن قيس بن خالد بن ذي الجدّين"، فكان سيد قومه في أيامه،وذلك قبل الإسلام. وكان كسرى استعمله على "طف سفوان".
ويذكر بعض أهل الأخبار أن هناك يوماً آخر، عرف بيوم "ذي قار"، وقد وقع أيضاً بين العرب والفرس، فانتصر فيه العرب أيضاً، وقد وقع قبل اليوم المذكور، فعرف لذلك بيوم ذي قار الأول، وبيوم صيد، وبيوم القبة. وكان سببه أن بكر بن وائل أصيبت بسنة "أي قحط" فخرجت حتى نزلت بذي قار، وأقبل حنظلة بن سيار العجلي، حتى ضرب قبته بين ذي قار وعين صيد، وكان يقال له "حنظلة القباب" وكانت له قبة حمراء، إذا رفعها انضم إليه قومه، فأتاهم عامل كسرى على السواد ليخرجهم منه، فأبوا، فقاتلهم فهزموه وانتصروا عليه.
وقد نسب إلى "زيد الخيل" شعرٌ، زعم انه قاله يذكر إياس بن قبيصة الطائي هو: أفي كل عـام سـيد يفـقـدونـه تحكك من وجد عليه الكلاكـل ?
ثم يكون العقل منكـم صـحـيفة كما علقت على السَّليم الجلاحل ?
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق