إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

638 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون عمرو بن هند


638

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
    
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون

عمرو بن هند

ويذكر أهل الأخبار أن "النعمان بن المنذر" طلب "مالك بن نويرة"، وكان قد أراد استرضاءه، وهو من "بني يربوع"، فأبى، وهرب منه، وقال فيه شعراً يهجوه، منه: لن يذهب اللؤم تاج قد حُبيت به  من الزبرجد والياقوت والذهب 

ويدل ذلك على أن "النعمان" "كان يتوج رأسه بتاج، فيه ذهب وأحجار كريمة.

وكان "مالك بن نويرة اليربوعي" من "بني تميم"، لأن "بني يربوع" منهم، وقد لقب ب "الجفول". وهو شاعر شريف، وأحد فرسان بني يربوع ورجالهم، المعدودين في الجاهلية، ومن أرداف الملوك، أى ملوك الحيرة. وقد أدرك الرسول " فأسلم، وعينه على صدقات قومه فلما بلغه وفاة الرسول، أمسك الصدقة، وفرقها في قومه، وجفل إبل الصدقة، فسمي الجفول. قتله "ضرار ابن الأسود الأسدي" بأمر خالد بن الوليد.

وكان نصيب النعمان من يوم السلان كنصيبه من يوم الطخفة، وسبب وقوع هذا اليوم هو أن بني عامر بن صعصعة، وكانوا حمساً لقاحاً متشددين في دينهم لا يدينون للملوك، تعرضوا للطيمة كان الملك النعمان بنَ المنذر يريد ارسالها إلى عكاظ لبيعها في السوق. وكان من عادته ارسال لطيمة إلى عكاظ كل عام لتباع هناك. فلما بلغ النعمان الخبر، غضب فبعث أخيه لأمه، وهو "وبرة بن رومانس الكلبي"، والى صنائعه وهم من مكان يصطنعه من العرب ليغزو بهم، والوضائع وهم الذين كانوا شبه سادة القبائل، وأرسل إلى بني ضبّة بن أد وغيرهم من الرباب وتميم فجمعهم، فأجابوه، وأتاه ضرار بن عمرو الضبي في تسعة من بنيه كلهم فوارس ومعه خبيش بن دلف، فاجتمعا كلهم في جيش عظيم. وأرسل النعمان معهم تجارة، وأمرهم ألا يتحرشوا ببني عامر الا بعد الانتهاء من عكاظ ومن الأشهر الحرم. فلما انتهوا من عكاظ، أحست قريش بنيّات جماعة النعمان، فأخبروا بني عامر وحذروهم فاسعتدوا للقتال. فلما وصل أصحاب النعمان اليهم، قاتلوهم عند موضع السلاّن، وهو موضع قريشا من منازل عامر، وتغلبوا عليهم، وأرروا وبرهّ بن رومانس الكلبي وعدداً من رؤساء القوم، وانهزمت جماعة النعمان، ورضي عندئذ من حملته هذه بدفع دية أخيه وبرة ودية عدد من الرؤساء.

ويذكر بعض أهل الأخبار إن الذي أعلم "بني عامر" بعزم الملك النعمان على الانتقام منهم، هو وجيه مكة وثريها: عبد الله بن دعان.

وكان الذي اسر وبرة "يزيد بن عمرو بن خويلد إلصعق"، وقد أبقى "يريد" "وبرة" لديه حتى افتدى نفسه منه، أي من يزيد بن الصعق بألف بعير وفرس. فاستغنى يزيد. فلما أسر "وبرة"، ثبت جيشه "ضرار بن عمرو الضبي"، فقام بأمر الناس، ولكنه وقع في الأسر، ثم وقع رجل آخر من كبار الجيش في الأسر، وهو " حبيش بن دلف"، الذي افتدى نفسه بأربع مئة بعير، وهزم جيش النعمان.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق