637
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
وقد ورد في حديث الطبري عن قصة سجن النعمان لعدي ما يفيد أن النعمان خرج يريد البحرين، فأقبل رجل من غسان، فأصاب في الحيرة ما أحب، وقد قيل: إن هذا الرجل هو "جفنة بن النعمان الجفني". ولعل هذه الغارة هي واحدة من جملة غارات قام بها الغساسنة على الحيرة. وفي شعر النابغة الذبياني اشارات إلى أمثال هذه الغارات. ويفيد خبر رواه المؤرخ "ثبوفلكتس" "Theophylaktus" إن عرب الروم أغاروا على عرب الفرس حوالي سنة "600 م"، أي في أثناء الصلح الذي عقد بين الروم والفرس.
وقد ذكر "الطبري" إن هذه الغزوة كانت في أيام وجود عدي بن زيد في سجنه فلما سمع عدي بها قال: سما صقر فأشعل جانبيها والهاك المروحُ والغريب
وقد ورد اسم "السيلحون" في جملة المواضع الني كان يجبيها النعمان، وذلك في شعر لأعشى قيس. ويقع السيلحون في البرية بين الكوفة والقادسية، كما ورد اسم هذا الموضع في شعر لهانىء بن مسعود الشيباني يرثي فيه النعمان ويذكر قتل كسرى اياه. ويظهر انه كان من جملة المسالح التي تحمي الحدود من البادية. والمسالح هي مواضع في الثغور يوضع فيها الجنود والمسلحون لحماية الحدود من الأعداء.
ولم يكن النصر حليف النعمان في اليوم المعروف بيوم الطخفة "يوم طخفة". وهو يوم نسبه بعض الأخباريين أيضاً الى قابوس بن المنذر بن ماء السماء كما نسبه بعض آخر إلى المنذر بن ماء السماء. وخلاصة الحادث: إن حاجب بن زرارة الدارمي التميمي سأل النعمان أن يجعل الردافة للحارث بن بيبة بن قرط ابن سفيان بن مجاشع الدارمي التميمي. وكانت لبني يربوع، يتوارثونها صغيراٌ عن كبير، وكان الرديف يجلس عن يمين الملك. فلما سأل النعمان موافقتهم على نقل الرادفهّ منهم، أبوا ذلك، لما لها من منزلة ومكانة، فبعث اليهم قابوساً ابنه وحسان أخاه على رأس جيش كثيف فيهم الصنائع والوضائع وناس من تميم وغيرهم، فساروا حتى أتوا طخفة، فالتقوا هم ويربوع واقتتلوا، وصبرت يربوع وانهزمت جموع النعمان، وأخذ قابوس وحسان أسيرين. فلما بلغ خبر هذه الهزيمة سمع النعمان طلب من أحد بني يربوع - وهو شهاب بن -قيس بن كياس اليربوعي - أن يذهب عاجلاً إلى بني يربوع ليفك أسر ابنه وأخيه مقابل اعادة الردافة اليهم وأداء دية الملوك وهي ألف بعير للرجل الواحد. وبذلك صالح مرغماً "بني يربوع". وهذا اليوم من الأيام التي يفاخر بها أبناء يربوع. وقد ورد ذكره في شعر مالك بن نويرة والأحوص وجرير.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق