624
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
وهناك رواية أخرى تنفي تحريق عمرو بن هند للمذكورين من بني دارم والرجل الآخر من البراجم، وترى انهم قتلوا، قتلوا بأمر عمرو ين هند.
وأوارة الموضع الذي أحرق فيه المذكورون من بني تميم، أو قتلوا فيه، هو اسم ماء أو جبل لبني تميم قيل انه بناحية البحرين.
وكان "عمرو بن ملقط الطائي"، هو الذي أصاب "بني تميم" مع "عمرو ابن هند" يوم أوارة، فسأله فيهم فأطلقهم له، وكان وفّاداً إلى الملوك.
والأعشى الشاعر ممن ذكر هذا اليوم في شعره. وعيرّ الشاعر جريرُ الفرزدقَ بيوم أوارة.
وتذكر بعض الروايات عن يوم "أوارة" أن "عمرو بن ملقط الطائي"، هو الذي حرض "عمرو بن هند" على غزو بني دارم، وأنه شاركه في غزوهم. وقد أشير إلى ذلك في شعر للطرماح الطائي يفاخر به الفرزدق، وهو شاعر من بني تميم. وسبب ذلك أن طيئاً كانت تطلب عثرات زرارة وبني أبيه، لأنه كان قد حرض عمرو بن هند عليهم. فلما بلغهم ما صنعوا بأخي الملك، أنشأ "عمرو ابن ملقط" شعراً، بلغ عمرو بن هند، فتأثر به، وقرر السير على زرارة وقومه للانتقام منهم بقتلهم شقيقه.
ويفهم من بعض الرواة أن "يوم الشقيقة" كان قد وقع في عهد عمرو بن هند، إذ تذكر أن قوماً من شيبان جاؤوا مع قيس بن معديكرب ومعهم جمع لخيم من اهل اليمن، وقصدوا إبلاً لعمرو ين هند، فردتهم بنو يشكر،وقتلوا فيهم، ولم يوصل إلى الإبل.
وقد رأى بعض أهل الأخبار، استناداً إلى قصيدة للنابغة مطلعها: أتاركة تدللها قطـامِ وضَنّاً بالتحية والكلام
أن الذي قام بالغزو المذكور فيها هو "عمرو بن هند". وأن غزوه بلغ حتى جبال حمى. غير إن الأبيات تدل على إن صاحب تلك الغزوة كان قد دوَّخَ العراق، وأنه حارب قبائله، ولهذا لا يعقل أن يكون صاحبها عمرو ابن هند، بل لا بد أن يكون ملكاً من آل غسان غزا العراق والى هذا الرأي ذهب المستشرق "نولدكه".
وفي بعض الروايات أن عمراً توسط بين بكر وتغلب ابني وائل فأصلح بينهما بعد حرب البسوس، وأخذ رهائن من كل حيّ من الحيين مئة غلام من أشرافهم، ليكف بعضهم عن بعض، فكانوا يصحبونه في السلم والحرب.
ويرى فريق آخر من الأخباريين أن الذي توسط لعقد الصلح بين القبيلتين هو المنذر بن ماء السماء.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق