إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

609 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


609

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

ويرى "ابن الأثير": أن "الحارث" لما بلغ "عين أباغ" ارسل إلى "المنذر" يقول: إنا شيخان هنا، فلا تهلك جنودي وجنودك، ولكن ليخرج رجل من ولدك، وليخرج رجل من ولدي، فمن قتل خرج عوضه. فإذا فني أَولادك وأولادي خرجت أنا اليك، ومن قتل صاحبه ذهب بالملك. فتعاهدا على ذلك. فعهد المنذر إلى رجل من في شجعانه، فأمره إن يخرج، ويظهر أنه ابن المنذر. فلما خرج، اخرج إليه الحارث ابنه "ابا بكر". فلما رآه، رجع إلى أبيه، وقال: إن هذا ليس بابن المنذر، انما هو عبده أو بعض شجعانه. فقال له الحارث:يا بني، أجزعت من الموت ? فعاد إليه وقاتله، فقتله الفارس، فألقى رأسه بين يدي المنذر. وعاد فأمر الحارث ابنه الاخر بقتاله والطلب بثأر أخيه، فخرج إليه، فشدّ عليه الفارس وقتله. فلما رأى ذلك "شمر بن عمرو الحنفي"، وكانت أمه غسانية، وهو مع المنذر، غضب، وقال للمنذر. أيها الملك، إن الغدر ليس من شيم الملوك ولا الكرام، وقد غدرت بابن عمك. فغضب المنذر. وهرب "شمر" إلى الحارث فأخبره. فلما كان الغد، أرسل الحارث اصحابه، وحرضهم، وكانوا اربعين الفاً، واصطفوا للقتال، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وقتل المنذر وهزمت جيوشه. فأمر الحارث بابنيه القتيلين فحملا على بعير، وسار إلى الحيرة فانتهبها وأحرقها، ودفن ابنيه بها، وبني الغريين عليهما في قول بعضهم. والمعروف إن الذي بنى الغريين هو النعمان بن المنذر فوق قبري نديميه.

واشار حمزة ايضاً إلى اختلاف الرواة في القاتل والمقتول في يوم عين اباغ، فقال: وقتله الحارث الأعرج، وهو الحارث الوهاب الجفني يوم عين اباغ. وهو اليوم الذي قيل فيه ما يوم حليمة بسرّ. وفي كتاب المعارف: أن الذي قتله الحارث الأعرج في يوم حليمة هو المنذر بن امرئ القيس. وكان يوم عين اباغ بعد يوم حليمة. والمقتول في يوم عين اباغ المنذر بن المنذر. وكان خرج يطلب بدم ابيه. فقتله الحارث الأعرج ايضاً. وقد سمعنا إن قاتله مرة بن كلثوم أخو عمرو بن كلثوم التغلبي.

وقد ذكر "ابن قتيبة" في "كتاب المعارف" إن الحارث بن ابي شمر الغساني، وهو الحارث الأعرج، هو الذي قتل المنذر بن امرئ القيس، قتله ب "الخيار". ويظهر من خبره هذا إن قتل المنذر انما كان ب "الخيار"، لا في "يوم حليمة"، وأن "الخيار" أو "الحيار" موضع اقرب ما يكون إلى الحيرة منه إلى بلاد الشام.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق