إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

602 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


602

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

أما الأخباريون فقد جعلوا شقيقة أماً للنعمان الأعور كما رأيت، ولم يشيروا إلى ملك اسمه المنذر واسم امه شقيقة، فأيهما المصيب ? الأخباريون أم المؤرخون اليونان واللاتين والسريان ? وهل نحن أمام ملك آخر اسمه المنذر بن الشقيقة حكم في أوائل القرن السادس للميلاد ?.

وذكر الأخباريون إن المنذر كان قد تزوج هنداً بنت آكل المرار، فولدت له أولاداً منهم عمرو بن هند الذي ولى الملك بعده، وقابوس، ثم تزوج أختها أمامة فولدت له ولداً اسمه عمرو وهو المقتول بوادي القضيب.

ويرى بعض الباحثين إن حكم "المنذر" كان في حوالي السنة "508م"، أو قبل ذلك بقليل في حوالي السنة "506م". وأما انتهاء ملكه فكان فيَ حوالي السنة "554م".

وكان قباذ قد عقد صلحاً في عام "506" للميلاد مع الروم بعد الحرب التي استمرت من سنة "502" حتى سنة "506م"، غير إن هذا الصلح لم يدم طويلاً. ففي سنة "518" للميلاد تجدد الخلاف بين الفرس والروم، وذلك على أثر مطالبة قباذ القيصر "جستينوس" "يوسطينوس" "Justinus" الأول بدفع الاتاوة التي اتفق في صلح "506م" على دفعها للفرس. وبناء على تباطؤ القيصر في دفعها حرّض قباذ المنذر على التحرش بحدود الروم، وقام المنذر بغزوها في سنة "519م".

لقد تمكن المنذر في بعض حروبه مع الروم من أسر قائدين هما "ديموستراتوس" "تيموستراتوس" "Timostratus" "Demostratus" و يوحنا "Johannes". وأراد القيصر أن يفك أسر هذين القائدين ويعقد صلحاً وحلفاً بين الروم والمنذر، فأرسل - على ما يظهر - رسولاٌ خاصاً إلى المنذر هو "ابراهيم" "Abraham" والد الكاتب المؤرخ "نونوسوس" "Nonnosus"، ومعه "شمعون الأرشامي" "Symeon of Beth Arsham" و "سرجيوس" "Sergius" أسقف الرصافة "بيت رصافة". وقد وصل الوفد إلى المنذر في السنة السادسة "السنة السابعة" من حكم "جستينوس" "يوسطينوس" الموافقة لسنة "835" من التقويم السلوقي ولسنة "524" للميلاد. وكان المنذر آنئذ في البادية في موضع اسمه "رمله" "الرملة". وقد نجحت مهمته فيما يخص فك أسر القائدين.

و "سرجيوس" هو مؤلف القسم السرياني الخاص بشهداء العربية الجنوبية، أي شهداء نجران. وقد دوّنت في عهد أسقفيته على الرصافة أسماء الشهداء على الجدار الشمالي للكنيسة الكبرى، كنيسة القديس سرجيوس.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق