إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

601 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


601

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

ويعرفَ المنذر هذا عند أكثر الأخباريين بالمنذر بن امرئ القيس بن النعمان وب "ذي القرنين" وب "المنذر بن ماء السماء" وب "ابن ماء السماء". وماء السماء هي أمه على زعمهم، وهي: مارية ابنة عوف بن جشم بن هلال بن ربيعة بن زيد مناة بن عامر الضحيان بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النمر بن قاسط في رواية ابن الكلبي التي دوّنها الطبري. وذكر حمزة نسب ماء السماء كما ذكره الطبري، غير أنه جعل الاسم ماوية بدلاً من مارية، ولا أراه إلا خطأ من النساخ في كتابة الاسم أدى إلى هاتين الصورتين.

وأما سبب تلقيبه بذي القرنين، فيقال إنه لقب بذلك لضفيرتين كانتا له من شعره، فعرف بهما لذلك.

وتلقيب ابن الكلبي امرأ القيس والد المنذر بالبدء هو خطأ ولا شك، إذ لا يعقل أن يكون هذا المنذر ابناً لامرئ القيس البدء المتوفي سنة 328 للميلاد.

ويلاحظ أن الأخباريين لقبوا امرأ القيس الآخر الذي حكم بعد أوس بن قلام بالبدء كذلك، مع أنه مسبوق على حد قولهم بملك آخر اسمه هذا الاسم. فلا يجوز تلقيب صاحبنا هذا إذن بالبدء. ولا يجوز بالطبع تلقيب امرئ القيس الآخر الذي زعم انه والد المنذر بالبدء أيضاً، لأنه ثالث المراقسة في ترتيب اسماء الملوك بحسب رواية الأخباريين.

ولا نعلم شيئا يذكر من أمر امرئ القيس والد المنذر، فهم لم يشيروا اشارة صريحة إلى انه كان ملكاً. فهل هو امرؤ القيس بن النعمان الذي جعله حمزة ملكاً بعد أبي يعفر ? لا يستبعد أن يكون هو إن صحت رواية حمزة.

ويلاحظ أن المؤرخين البيزنطيين واللاتين قد أطلقوا على المنذر "Alamoundaros" و. "Alamundarus" و "Alamundarus O Secicis" وغير ذلك، مما يفهم منه انهم قصدوا ب "Sacicus" و "Secicis" "Sicices" وأمثال ذلك كلمة "شقيقة" "الشقيقة" العربية، وأنهم ارادوا المنذر بن الشقيقة، وهو هذا المنذر الذي نتحدث عنه في رأي المستشرقين، لذلك ذهب بعض المستشرقين إلى أن أم المنذر هي "الشقيقة" "شقيقة"، وذهب آخرون إلى أنها لم تكن امه، وإنما قيل له ذلك لأنه كان من آل الشقيقة الشهيرة، فعرف عند أولئك المؤرخين بابن الشقيقة أو بالمنذر ابن الشقيقة كما دعي الملوك بعد المنذر ببني ماء السماء.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق