إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

599 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


599

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

وهناك رواية تجعل النعمان المذكور النعمان بن المنذر، وتجعل الولد القتيل إبناً لهذا النعمان. وجعلت رواية أخرى قتل الحارث لخالد في عهد الأسود، ثم تذكو أنه هرب منه. ثم إن رجلاً من بني زيد مناة كان بعض حشم النعمان قد أخذوا إبله وأهله، استجار بالحارث فركب الحارث حتى أتى النعمان، فقال: أبيت اللعن! إنك أخذت نساء جاري، وماله، وأنا له جار. فذكره النعمان بقتله خالداً، وهو في جوار الأسود أخيه. ثم إن النعمان أوعد الحارث وعيداً شديداً. فمضى الحارث، وندم النعمان على تركه،وطلبه ففاته، وكان للنعمان ابن مسترضع عند "سنان ين أبي حارئة"، وكانت سلمى بنت ظالم تحت سنان، فجاء الحارث إلى أخته على لسان سنان، حتى أعطته ابن النعمان، فضرب عنقه ولحق بمكة. فجاور عبد الله بن جدعان.

وأما قتل "الحارث بن ظالم"، فالروايات مختلفة فيه، منها ما جعل قاتله: "يزيد بن عمرو الغساني" على نحو ما رأيت. ومنها ما جعل قاتْله ملكاً من ملوك غسان تسميه النعمان. ومنها، وهي رواية من روايات أهل الكوفة، ما جعل قاتل الحارث هو الملك النعمان بن المنذر، وتذكر قصة كيفية استدراج النعمان للحارث ومراسلته له مصرحاً له أنه قد رضي عنه وعفا عما بدر منه حتى أمن الحارث. فلما جاء إلى النعمان، وكان في قصر بني مقاتل، أمر به فقتل. قتله ابن الخمس التغلبي، وكان الحارث قد قتل أباه.

وجاء في رواية أن "عمرو بن الخمس" هو الذي قتل الحارث، قتله بأمر الملك الأسود بن المنذر. وذكر "ابن دريد" أن قوماً زعموا أن النعمان قتل "الحارث بن ظالم"، وهذا وهم، لأن الذي قتله إنما هو "المنذر بن المنذر أبو النعمان". وذكر "محمد بن حبيب". أن "سيّار بن عمرو الفزاري" المعروف ب "ذي القوس"، كان قد رهن قوسه على ألف بعير في قتل الحارث ابن ظالم من النعمان الأكبر.

ويظهر من "رسالة الغفران" إن "آل لخم" كانوا يعظمون. "الأسود بن المنذر"، ولم يذكر سبب هذا التعظيم.

وحكم بعد الأسود أخوه المنذر بن المنذر بن النعمان، وأمه هرّ ابنة النعمان. حكم على رواية لابن الكلبي سبع سنين، وذلك في زمان قباذ بن فيروز. ولما كان حكم قباذ، وهو "قباذ الأول" ويسمى ب "قباذ بن فيروز" قد امتد من سنة "488" حتى سنة "531" للميلاد، فيكون حكم المنذر اذن قد وقع في خلال هذه المدة.

واذا أخذنا بهذه الرواية، وجب أن يكون ابتداء حكم المنذر بن المنذر في حوالي سنة "494 م"، وانتهاء حكمه في حوالي السنة "501م"، وذلك بحسب سني حكم ملوك الفرس عند المؤرخين. ولكننا نواجه روايات أخرى رواها أبن الكلبي أيضاً وغيره تخالف هذا التقدير.

وبعد المنذر انتقل الملك إلى ابن أخيه النعمان بن الأسود، وأمه هي "أم الملك ابنة عمرو بن حجر، أخت الحارث بن عمرو الكندي". اذن فهي أميرة من أمراء كندة. وقد حكم هذا الملك على رواية لابن الكلبي أربع سنين، وذلك في زمن قباذ.

يظهر من رواية ل "ثيوفانس" إن النعمان هذا أغار على حدود الروم وعلى العرب المحالفين لهم، فاصطدم بالقائد "أوجينيوس" "Eugenius" عند موضع "بثرابسوس" "Bithrapsos" "البئر" على الفرات، فأصيب بخسارة فادحة. ولا نعرف على وجه التحقيق سنة وقوع هذا الحادث، والمظنون انه كان حوالي سنة "498 م".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق