إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

588 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


588

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

وإلى النعمان هذا ينسب أكثر الأخباريين بناء قصر الخورنق الشهير في الأدب العربي. قيل: انه بناه لبهرام جور بن يزدجرد الأول "399 - 5 2 4 م" المعروف بالأثيم. وكان يزدجرد لا يبقى له ولد، فسأل عن منزل بريء مريء صحيح من الأدواء والاسقام،فدلّ على ظهر الحيرة، فدفع ابنه بهرام جور إلى النعمان هذا، وأمره ببناء الخورنق مسكناً له، وأنزله إياه، وأمره باخراجه إلى بوادي العرب.

وذكر "السهيلي" إن الخورنق قصر بناه النعمان اخر ملك الحيرة لسابور ليكون ولده فيه عنده، وبناه بنياناً عجيباً لم تر العرب مثله. واسم الذي بناه له سنمار، وكان بناه في عشرين سنة. ويذكر بعضهم انه بني على نهر "سنداد". وقد ارتبط اسم الخورنق في القصص الذي شاع حوله باسم بانيه المسمى سنمار، وهو في زعم الأخباريين بنّاء رومي كلفه النعمان بناء القصر، فلما انتهى منه وكمل تعجب من حسنه واتقان عمله، وبدلا من أن يوفيه النعمان وفاءً حسناً، أمر به فطرح من رأس الخورنق، فمات في قصص يرويه الأخباريون. ويضرب بهذه النهاية المثل في الأدب العربي في الجزاء السيء، فيقال "جزاه جزاء سنّمار". وقد وردت قصة سنمار في أبيات تنسب لعبد العزُى بن امرئ القيس الكلبي، وكان أهدى افراساً إلى الحارث بن مارية الغساني ووفد عليه، فأغره واكرمه، ثم عاقبه لما بلغه خبر وفاة ولد للحارث وكان قد استرضعه لدى بني الحميم بن عوف من بني عبد ودّ من كلب، نهشته حية فتوفي، فظن الملك انهم اغتالوه، لذلك طلب من عبد العزى أن يجيء بهم إليه. فلما أبى، انزل به العقاب.وقد ورد في هذه الأبيات إن سنمار صرف عشرين حجة في بنائه البنيان بالقرميد والسكب، فلماَ كمل البناء وآض كمثل الطود، وظن سنمار انه سينال من صاحبه المودة والقرب، إذ بصاحب القصر يأمر بقذفه من فوق برجه فيموت. ولم يذكر الشاعر اسم الملك ولا اسم الخورنق، وهو يخاطب في هذه الأبيات إبن جفنة، كما اشير إلى "المرء حارث" ويقصد به الحارث الغسانى.

وقد نسب بعض أهل الأخبار قصة نهاية "سنمار" إلى "أحيحة بن الجلاّح". فذكروا إن أحيحة أراد بناء أطم له، فبناه له "سنمار". فلما كمل، عجب من بنائه، فقال له "سنمار": "اني لأعرف فيه حجراً لو انتزع لتقوض من عند آخره، فسأله عن الحجر، فأراه موضعه، فدفعه أحيحة من الأطم، فخرّ ميتاً.

وقدُ ذكر "جزاء سنمار" في شعر لأبي الطمحان القيني،وآخر لسليط بن سعد وآخر ليزيد بن إياس النهشلي.

واقترن اسم هذا القصر في الغالب باسم قصر آخر نسب بناؤه أيضاً إلى هذا النعمان، هو السدير.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق