585
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون
مملكة الحيرة
ولا نعرف من أعمال عمرو هذا شيئاً. وللاخباريين في مدة حكمه أقوال عدة تتراوح عندهم من 25 سنة الى 65 سنة. وقد ذكر الطبري إن عمراً "بقي في عمله بقية ملك سابور وجميع أيام أردشير بن هرمز بن نرسي، وبعض أيام سابور بن سابور"، ثم قال إن جمع مدة ملكه فيما ذكره ابن الكلبي ثلاثين سنة. واذا أخذنا برواية الطبري المذكورة، تكون مدة حكمه حوالي الستين سنة، ومعنى هذا إن عمراً كان قد عمر اكثر من ستين سنة،وانه توفي بعد وفاة سابور ذي الأكتاف وبعد سنة "383 م"، لأن حكم "سابور بن سابور" المعروف عند المؤرخين ب "سابور" الثالث كان في حوالي السنة "383 م". فقد تولى سابور هذا الحكم فيما بين "383" حتى سنة "387" أو "388 م". واذا أخذنا برواية من يقول انه حكم "25" سنة، أو "30"، وجب أن تكون وفاته في ايام "سابور ذي الأكتاف".
وقد جعل الطبري في موضع آخر من تاريخه وفاة "عمرو" في عهد "سابور ابن سابور"، أي "سابور" الثالث. وبذلك يكون قد أطال مدة حكمه وعمر ه.
ويذكر الطبري أن "سابور بن سابور" استخلف "على عمله أوس بن قلام في قول هشام"، وذلك بعد مهلك "عمرو". ولم يذكر الأسباب التي حملت سابور على هذا التعيين. ويظهر أنه كان من أسرة غريبة عن أسرة "آل لخم" الحاكمة. ويرجع ابن الكلبي نسبه الى العماليق، فيقول إنه من "بني عمرو بن عمليق". وذكر حمزة نسبه على هذه الصورة: أوس بن قلام بن بطينا بن جمهير بن لحيان العمليقي. وجعله ابن خلدون من بني عمرو بن عملاق.
ويتبين من خبر ورد في "الأغاني" أن أوساً كان من أسرة كانت تقيم في الحيرة، وهي من بني الحارث ين كعب. وقد ورد اسم رجل آخر من هذه الأسرة، ذكر انه بنى ديراً في الحيرة.
ولا نعرف من أعمال أوس هذا شيئاً،وكل ما نعرفه عنه انه حكم خمس سنوات. وان امرءاً اسمه "جحجبن بن عتيك بن لخم" "جحجبا " ثار به فقتله على رواية لابن الكلبي ذكرها الطبري 0 أما حمزة فذكر اسمه ونسبه على هذه الصورة، "ححجنا بن عببل أحد بني فاران ". وقال: "قال ابن الكلبي: وهو فاران ابن عمرو بن عمليق، وهم بطن بالحيرة يقال لهم بنو فاران، وححجنا منهم. فقتل ححجنا أوساً، فرجع الملك الى آل بني نصر".
فنحن إذن أمام روايتين في أصل جحجبي "جحجبا" أو ححجنا: رواية ترجعه إلى لخم، ورواية أخرى ترجعه إلى بني فاران، وترجع بني فاران إلى "عمرو بن عمليق"، أي إلى العشيرة التي رجع الأخباريون نسب أوس بن قلام اليها، إذن فهو بموجبها من العماليق.
أما هذا الاختلاف الذي نراه بين الرواة في كيفية ضبط اسم هذا الثائر في جحجبا أو حججنا، وفي عتيك أو عبيل، فيمكن رجعهُ إلى خطأ وقع في تدوين الروايات، إما سهواً وإما جهلاً بحقيقة الاسم، فمن هذين نشأ لدينا هذا الاختلاف.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق