إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

577 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


577

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

وقد طال عمر جذيمة على حد قول "حمزة الأصبهاني" إلى إن لحق ملك "سابور بن أشلك الأشغاني" "شابور بن أشك"، وحكم على حد قوله أيضاً ستين سنة. إما نهايته، فكانت على يد الزباء في قصة مشهورة معلومة، رصّعها الإخباريون بشعر وأمثلة، تحدثت عنها في أثناء كلامي على الزباء. وجعل بعضهم مدة حكمه مئة وثماني عشرة سنة، اذ ملك في زمن ملوك الطوائف خمساً وتسعين سنة، وفي ملك أردشير بن بابك وسابور الجنود ثلاثة وعشرين سنة. وملك يحكم هذه المدة لا بد أن تكون مدة حياته أطول من مدة حكمه.

وذكر "أبو حنيفة الدينوري" إن جذيمة لم يزل ملكاً مقيماً بالخورنق، حتى دعته نفسه إلى تزويج "مارية" ابنة الزباء الغسانية. وكانت ملكة الجزيرة، ملكت بعد عمها الضيزن الذي قتله "سابور"، فقتلت جذيمة، ثم قتلها قصير مولاه. فجعل الملكة القاتلة بنتاً من بنات الزباء عينها، فدعاها مارية، وبذلك أنقذ الزباء من تهمة القتل التي ألصقها الأخباريون بهذه الملكة، وجعلها ملكة على الجزيرة، وجعل نسبها في غسّان، وغسان معادون منافسون لآل لخم، ثم أبى إلاّ أن يجعل لجذيمة قصراً منيفاً، فوقع اختياره على الخورنق، وهو قصر لائق أن يكون قصر ملك، وخالف في ذلك رأي الأخباريين الذين ينسبون هذا القصر إلى ملك آخر هو النعمان.

وقد جاء اسم "جذيمة" "جديمت" في نص نبطي ويوناني عثر عليه في "أم الجمال"، جاء فيه: "هذا موضع أي قبر فهر بن شلي "سلي" مربي جديمت ملك تنوح". ولهذا النص على قصره أهمية بالغة، لأنه يشير إلى الصلة التي كانت بين الأسرة الحاكمة في الحيرة وعرب الشام. ومن الصعب بالطبع استنتاج كيفية وفاة مربي الملك في هذا الموضع: أكان زائراً هذه الديار فأدركه أجله فقبر هناك ! أم جاء مع سيده في حرب فتوفي في ذلك المكان ! مهما يكن من شيء، فقد أفادنا الحجر فائدة كبيرة بتدوينه اسم صاحب القبر، واسم جذيمة ملك "تنوح" تنوخ.

ويلاحظ أن النص دون اسم "جذيمة" محرف "الدال" وكتب اسم "تنوخ" محرف الحاء "تنوح" بدلاً من الخاء. وينهون هذا النص من أقدم النصوص التي ورد فيها اسم "تنوخ". ويرجع عهده إلى حوالي السنة "270" بعد الميلاد. وجعل "ابن دريد" لجذيمة نسلا، سماهم "بني جهنم"، وجعل لفظة "جهضيم" من "التجهضم"، ومعناها التكبير.

وذكر "حمزة الأصفهاني" أنه لم يلد لجذيمة غير "زينب بنت جذيمة"، وهي أم مرتع. واسمه "عمرو بن معاوية بن كندة"، فغزا في آخر في عمره الشام، فقتل "عمرو بن ظرب بن حسان بن أذينة" ملك العمالقة والد الزباء، فانطوت له الزبّاء على طلب الثأر حى قتلته.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق