536
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الخامس والثلاثون
مملكة تدمر
ولم يبخل الأخباريون على الزباء، فمنحوها ابياتا زعموا انها قالتها، وجعلوها أديبة في العربية بليغة إلى اعلى درجات البلاغة. لها حكم وامثال بهذه العربية، عربية القرآن الكوريم. ولا غراية في ذلك، فالذي ينسب شعراً عربياً إلى آدم وابليس ويرويه مشكَّلاً مضبوطاً على وفق قواعد النحو والصرف، لا يعجز عن رواية شعر ينسب إلى "عمرو بن الظرب" والى ابنته الزباء.
وذكر إن معاوية ذكر في أحد مجالسه "الزباء" وابنة "عفزر"، فقال: "اني لأحب إن أسمع حديث ماوية وحاتم، فقال رجل من القوم: أفلا أحدثك يا امير المؤمنين ? فقال: بلى، فقال: إن ماوية بنت عفزر، كانت ملكة وكانت تتزوج من أرادت".
ويذكر اهل الأخبار أن "ابنة عفزر" قينة كانت في الدهر الأول، لا تدوم على عهد، فصارت مثلاً. وقيل: قينة كانت في الحيرة، وكان وفْدُ النعمان اذا اتوه لهوا بها. وذكر أن "عفزر" اسم اعجمي، ولذلك لم يصرفه "امرؤ القيس" في قوله: أشميمُ بروق المُزنِ أين مصـابُـهُ ولا شيء يشفي مناك يا ابنة عفزرا
ولم تشاً الكتابات التدمريه الاعلان عن اسم ملكة تدمر، بل ذكرتها على هذه الصورة: "بت زباي" اي " بنت زباي". و "زباي" هو اسم والد الملكة، حذفت كلمة "بت" وهي "بنت" في العربية، وقلب الحرف الأخير وهو الباء من كلمة "زباي" وْصيّر همزة، فصار " زباء"، وعرفت ملكَة تدمر عند العرب باسم "الزباء".
وقد ذكر المؤرخ "فلافيوس فوبسكوس" Flavius Vopiscus"" إن والد "الزباء" رجل من تدمر اسمه "اخليو" "Achilleo"، و Achilleo"" هو "انطيوخس" "Antiochus" في رواية اخرى.
وقد أثنىَ عليها المؤرخ "تريبليوس بوليو" "Trebellius Pollio" "ووصفها وصفا جميلاً، واشار إلى مقدرتها وقابليتها، وذكر انها كانت تتكلم اليونانية وتحسن "اللاتينية"، وتتقن اللغة المصرية وتتحدث بها بكل طلاقة، وتهتم بشؤون المملكة، وتقطع المسافات الطويلة سيراً على الأقدام في طيعة رجال جيشها، إلى غير ذلك من كلام فيه ثناء واطراء على هذه الملكةْ.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق