إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 15 نوفمبر 2015

161 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الخامس عشر صلة العرب بالكلدانيين و الفرس


161

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
   
الفصل الخامس عشر

صلة العرب بالكلدانيين و الفرس

وأشار "هيرودوتس" إلى وجود فرقة عسكرية من العرب في الجيوش الفارسية التي كانت بمصر، كان على رأسها قائد فارسي دعاه "ارسامس" "Arsames"، وقال إنه أحد أولاد "دارا". ويظهر إن هؤلاء الجنود هم من عرب مصر، أي من العرب القاطنين هناك، ولعلهم من سكان الأرضين المحصورة بين النيل والبحر الأحمر. وقد كان العرب ينزلون هذه المنطقة والمنطقة شرقي النيل وجنوب البحر المتوسط والمتصلة بطور سيناء منذ القديم. فالعرب كانوا من قدماء سكان مصر، لا كما يتصور بعضهم من انهم دخلوا مصر الفتح، وانهم لذلك غرباء لا صلة هناك بينهم وبين المصريين قبل الإسلام. والمعروف إن "الهكسوس" الذين حكموا مصر كانوا من العرب في رأي كثر من العلماء، بل في نظر قدماء المصرين، كما حكى ذلك الراهب المصري المؤرخ "مانيتو" "Manetho" في كتابه المؤلف باليونانية في القرن الثالث قبل الميلاد. وقد ذهب بعض الباحثين إلى إن "هيرودوتس" قصد ب "العرب" النبط، غير إن بعضاً آخر يخالف هذا الرأي ويعترض عليه، فيرى إن النبط لم يظهروا ظهوراً بيناً إلا في أواخر أيام الأخمينيين، وكان ظهورهم في "بطرا" "Patra" وما حولها. أما مملكتهم فلم تقم إلا في القرن الثاني قبل الميلاد. ولهذا فإن العرب الذين قصدهم المؤرخ اليوناني، هم عرب آخرون، وان الأرض التي أرادها ذلك المؤرخ هي: طور سيناء حتى شواطئ نهر النيل.

ويظهر من الإشارات الواردة في التوراة، أن عرب الضواحي، كانوا يقيمون في مستوطنات، عرفت ب "حاصير" "حازير" "حاصور" "حصور" "Haser" في العبرانية. ومعناها: "محاط". وقد كانوا أشباه بدو في الواقع. أناخوا في هذه المواضع واستقروا بها وامتهنوا الرعي.

وكان الجنود العرب يلبسون كما يقول "هيرودوتس" نوعاً من الثياب يسمى "زيرا" "Zeria"، وهي ثياب طويلة تشد عليها الحُزُم، ويحمل مرتدوها على أكتافهم اليمنى قسياً طوالاَ. أمها في حاله عدم استعمالها، فيلقونها على ظهورهم. والظاهر أن هذه الكلمة هي تحريف "السِّيرا". و"السيِّرا": "ضرب من البرود، وقيل: ثوب مسير، فيه خطوط تعمل من القز كالسيور. وقيل: برود يخالطها حرير. وقيل: هي ثياب اليمن لا. ويلاحظ أن الثياب المخططة كانت ولا تزال شائعة بين شعوب الشرق اللأدنى، فلا تستبعد أن تكون كلمة "Zeira" تصحيفاً أو تحريقاً للسيراء، وهي أقرب إليها من لفظة "إزار" أو مئزر على ما أرى.

وقد ألف الفرس - بالإضافة إلى الجنود الغرب المشاة كتائب عربية من الهجانة، تقاتل على الإبل، يلبسون ملابس المشاة، ويحملون أسلحتهم. يقول "هيرودوتس": إنهم كانوا يرضعون في مؤخرة الفرسان، تجنباً لانزعاج الخيل إذا ما سارت مع الإبل.

وقد استعملت دول أخرى كتائب عربية من الهجانة في جملة القوات المحاربة، للعمل في البوادي خاصة ، حيث يصعب على المشاة والفرسان اجتيازها وتعقيب الأعراب. ولا تزال كتائب الهجانة محافظة على حياتها بين القوات المحاربة، ولحماية الحدود الصحراوية حتى الآن.

وقد ألف العرب فرقة محاربة من الرماة بالسهام ومن المقاتلين، اشتركت في جيش "احشوبرش" "Xerxes" "485 -465 ق. م 0".

وقد أدخل الملك "احشوبرش" "العربية" "Arabia" في جملة البلاد التي كانت قد خضعت لحكمه، وذلك في نص من أيامه، عثر عليه. وقد ذكر "العربية بعد موضع "Maka" وقبل موضع "Gandara".

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق