إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 15 نوفمبر 2015

158 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الخامس عشر صلة العرب بالكلدانيين و الفرس


158

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
   
الفصل الخامس عشر

صلة العرب بالكلدانيين و الفرس

ومعارفنا بصلات العرب بالأخمينيين " "Achaemenianوبالبارثيين "الفرث" "Parthians" قليل جداً. ويرى بعض المؤرخين أن العرب كانوا في أيام "الأخمينيين" قد تقدموا في زحفهم نحو الشمال،فدخلت قبائل منهم إلى العراق، ووسعت مساحة الأرضين التي كان العرب قد استوطنوها سابقاً، كما تقدموا في هذا العهد نحو الغرب، فتوسعوا في بلاد الشام وفي طور سيناء إلى شواطئ نهر النيل، حيث كانوا قد استوطنوها، وقد قاموا بخدمات كبيرة نحو ملوك الفرس في زحفهم على مصر.

ولم يلاق العرب أية مقاومة كانت في أثناء حركاتهم وتنقلاتهم ودخولهم الأرضين التي كان الأخمينيون قد استولوا عليها، ولكن وجدوا أنفسهم في حرية تامة، لهم الحق في الذهاب إلى أي مكان شماءوا، وهذا مما مكنهم من الدخول إلى أرضين جديدة وإلى توسيع هجرتهم في الأرضين التي كان الأخمينيون قد بسطوا سلطانهم عليها.

لقد ذكر "اكسنوفون" "Xenophon" العرب في جملة أتباع الملك "كيرش" "Cyrus" "Kyros" الثاني "557 -529ق. م." "559- 529ق.م"، وذكر أن هذا الملك عيّن والياً عنه على "العربية" "Arabiai" "Arabioi" ويظهر من ورود لفظة "Arabiai" بعد "Kappadokia" أن المراد بها "الجزيرة"، أي "Mesopotamia"، أو جزء منها. ويظهر من موضع آخر أن "العربية" هي المنطقة الواقعة في شرق "Araxes" أي "الخابور.

وقد من العرب في أخبار حملة "كيرش" على "بابل" أن جماعة من العرب كانت تحارب معه. وكانت تلك الجماعة من الأعراب الراكبين للجمال. وذلك في سنة "539" قبل الميلاد.

ويتبين من مراجعة الموارد اليونانية التي تعرضت لتاريخ وجغرافية العراق، أن اليونان آخذوا يطلقون لفظة "Arabioi" من هذا الوقت فما بعده بمعنى "العرب" و "عرب"، أي علماً لقوم وشعب على نحو ما كانوا يطلقون من أسماء على الشعوب الأخرى. وقد ذكروهم في جملة شعوب الجزيرة،أي "Mesopotamia". وقد أخذوا ذلك من "الأيونيين" "Ionien". وعلى هذا فيكون مراد "اكسينوفون" وغيره من العربية الأرض التي غلب عليها العرب. ومعنى هذا توسع العرب في زحفهم وتقدمهم نحو الشمال وتغلبهم على أرضين جديدة كان سكانها من بني إرم وغيرهم، وتعرب كثير من بني إرم وتكوين طبقة عربية مستعربة.

ولما قام "قمبيز" الثاني "قمباسوس" "Cambyses" بغزو مصر سنة "525ق. م."، وطلب معونة العرب، أمدّوه بالجمال، وبالماء، وساعدوه مساعدة كبيرة لولاها لما تمكن من الوصول إلى مصر. ويزعم "هيرودوتس" أن "فانس" "Panes"، الذي خان سيده فرعون مصر، فهرب منه وذهب خلسة إلى "فمبيز" وحثّه على فتح مصر، أشار على الملك بأن يستعين بالعرب ليساعدوه في اجتياز الصحراء. وكان الملك يفكر في الصعوبات التي ستعترض جيوشه في قطع تلك الفيافي والقفار، ومن أهمها قلة الماء. فلما اقتنع الملك بصواب رأي "فانس" وصدقه، أرسل رسولاً إلى مللك العرب ليتفاوض معه في هذا الأمر، فوافق العرب على تقديم المساعدات فهيأوا قرباً كثيرة ملؤوها بالماء، وحملوها على ظهور جمالهم حيث قدموها إلى الفرس.

ولم يشر "هيرودوتس" إلى اسم الملك العربي الذي وافق علي تموين الجيش الفارسي بما يحتاح اليه في حملته على مصر بالماء، ولم يشر أيضاً إلى الأرض التي كان يحكمها. وقد يكون هذا الملك أحد ملوك النبط الذين كانوا يحكمون في أعالي الحجاز وفي الأقسام الجنوبية من الأردن وطور سيناء، وقد يكون أحد كبار سادات القبائل العربية الكبيرة في طور سيناء، حيث كان له سلطان واسع كبير على اللأعراب الساكنين في هذه الأرضين.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق