147
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفصل الرابع عشر
العرب في الهلال الخصيب
واعترف "أسرحدون" بعلا خزا ايلي" ملكاً على قبيلة "قيدار"، في مقابل إتاوة يدفعها، قدرها خمسة وستون جملاً. فلما توفي "خزا ايلي"، سنة "675 ق. م" اعترف "اسرحدون" بابنه "يايتع" "يايطع" "يطع" "يثع" "Uaite'" ملكاً مكان أبيه،على أن يدفع إتاوة سنوية كبيرة مقدارها ألف "من" "Minae" من الذهب، وألف حجر كريم و خمسون جملاً، وطيب، أي أكثر مما كان يدفعه أبوه. وقد رضي الابن بذلك على أمل أن ينعم عليه بتاج كيفما كانت الشروط. غير أن حسابه هذا لم يكن دقيقاً، فقد ثار عليه شعبه الذي أبى أن يخضع لرجل فرض عليه فرضاً، وأبى قبوله ملكاً عليه. وقام - وعلى رأسه الزعيم "اوبو" "وهبو" - "وهب"، "أوب" "Uabo" "Uaba" بثورة عامة للتخلص منه، ومن سلطان الآشوريين.
وأسرع الآشوريون فأرسلوا جيشاً لإخماد هذه الثورة، فاطفأها، وأسر "أوبو" "Uabo" وأخذ إلى "نينوى"، إلا أن الانتصار عله لم يقض على مقاومة العرب للآشوريين و ثورتهم عليهم، فقاد "يابتئ" "يثع" "Uaite'" الثورة هذه المرة، ورفع راية الحرب على الآشوريين، وغزا هو وأتباعه حدود الإمبراطورية الآشورية المحاذية للبادية، واضطر الآشوريون إلى تجهيز حملة جديدعة انتصرت عليه، وهاجمت مضاربه، و قبضت على أصنامه، وأخذتها معها أسرى للمرة الثانية. أما "يايتئ"، فقد فر "وحيداً إلى أصقاع بعيدة" على ما جاء في النص. والأصقاع البعيدة، هي البادية ولا شك، حيث يصعب على الآشوريين التوغل فيها للتوصل إليه. لذلك صارت مأوى لكل ثائر تحل به خسارة. فإذا نجا بنفسه، وتمكن من الفرار من ساحة الهزيمة إلى البادية، صار في حصن أمين،لا تمتد إليه الأيدي بسوء إلا إذا كان المهاجمون من أبناء جنسه، الأعراب.
وقام "أسرحدون"، بعد هذه الحملة، بحملة أخرى على قبائل عربية تنزل أرض "بازو" "Bazu" و "خازو" "Hazu". وقد ابتدأ بها في اليوم الثاني من شهر "تشرى" من السنة الخامسة من سني حكمه. وهي تقابل سنة "676 ق. م.". وقد قتل فيها ثمانية ملوك، هم: "كيوّ" "Kiau" "قيسو" "Kisu" و "Ki-I-su" ملك "خلديلي" "Haldilli". و "اكبرو" "Agbaru" "Ak-baru"، وهو ملك "ال بياتي" "البياتي" "ايل بباتي" "Ilpiati" "Na-pi-a-te"، و "منسكو" "منساكو" "منسك" "Mansaku" "Ma-an-sa-ku"، ملك "مجل اني" "مجلاني" "Magal'ani" "Ma-ga-a-ni"، و الملكة "يافأ" "ايفع" "يفع" "Iapa'" "Ja-pa'"، ملكة "دخراني" "دحراني" "دخر" "Dihrani" "Didhrani" و "حبيصو" "حابصو" "جيبسو" "Habisu" "Kha-bi-su" ملك "قدابأ" "Qadab'"، و "نخارو" "نيخرو" "نحارو" "نحر" "Niharu" "Ni-kha-ru" ملك "جأباني" "جعباني" "جعفاني" "Ga'pani"، و الملكة "با ايلو" "بائلة" "Ba'ilu" "Ba-i-lu" ملكة "اخيلو" "Ihilu" و "خبن امرو" "خبن عمرو" "حبن امرو" "حبان امرو" "Habanamru" "Kha-ba-zi-ru" ملك "بداء" "بدع" "Buda".
%595 و أسر خلقا من اتباعهم أخذهم إلى أرض آشور كما حمل آلهتهم معه. و تمكن أحد الملوك، و هو الملك "ليلى" "Laili" "ليلة" "Laiale" ملك "يادئ" "ياديا" "يدع" "Idai" "Jadi'" من النجاة، غير انه ذهب إلى نينوى بعدئذ، حيث طلب العفو و الصفح عما بدر منه، فقبل "اسرحدون" منه ذلك، و تآخى معه، وأعاد إليه أصنامه، وعينه ملكاً على أرض "خازو" و "بازو" "بازي" على أن يدفع الجزية إليه.
وقد ورد في التوراة اسم "بوز" و "حزو". أما "بوز"، فهو ابن ناحور أخي إبراهيم، ويظن إن لاسمه صلة باسم أرض "بوز". وأما "حزو" فانه أحد أولاد "ناحور". وقد ذكرت كلمة "بوز" بعد "تيماء" في سفر "إرميا"، حيث ورد: "وكل اللفيف وكل ملوك أرض عوص، وكل ملوك أرض فلسطين وأشقلون وغزة وعقرون وبقية أشدود، وأدوم ومؤاب وبني عمون، وكل ملوك صور، وكل ملوك صيدرن، وكل ملوك الجزائر التي في عبر البحر، وددان وتيماء وبوز، وكل مقصوصي الشعر مستديراً، وكل ملوك العرب وكل ملوك اللفيف الساكنين في البرية".ف "بوز" في التوراة اسم موضع، واسم شعب، وقد ورد في التوراة اسم رجل من "بوز" سمي "اليهو" "Elihu" البوزي، وهو ابن "برخئيل"، وكان صديق "أيوب" وحكماً في المحاورة التي جرت بين أيوب وأصحابه الثلاثة الذين أتوا ليعزّوه في المصائب والبلايا التي نزلت به. وأيوب كان من سكان أرض "عوص"، وهو عربي على رأي عدد من علماء التوراة.
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق