إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 8 نوفمبر 2015

138 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل الثالث عشر تأريخ الجزيرة القديم دلمون


138

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
  
الفصل الثالث عشر

تأريخ الجزيرة القديم

دلمون


وجبرنا الحديث عن "مجان" و "ملوخا" إلى الحديث عن موضع آخر ورد في النصوص "الأكدية" و "السومرية" و "الآشورية"، هو موضع "ني-تك" "Ni-Tuk" "Ni-Tuk-Ki" و هو "دلمون" "Dilmun" أو "تلمون" "Tilmun". وقد اشتهر بتمره وخشبه وبمعادنه مثل النحاس والبرنز، وكانت فيه مملكة يرأسها ملوك. وقد رأينه إن "جوديا" "Gudea" كان قد أشار إليه وإلى موضع "مجان"، وقد ذكر إنه استورد الخشب منه، كما رأينا اسم هذا المكان في ضمن الأماكن المذكورة في نص "سرجون"، وقد ورد أيضاً في نص للملك "آشور بانبال". وفي نص للملك "سنحاريب" "سنحريب"، وقد ذكر هذا الملك إنه بعد أن تمكن من "بابل" ودكها دكاً، عزم على ضم "دلمون" إلى مملكته، فأرسل وفداً إلى ملكها يخبره أمراً من أمرين: إما الخضوع ل "آشور" وإما الخراب والدمار. فوافق ملك الجزيرة على الاعتراف بسيادة "سنحاريب" عليه، وأرسل إليه بجزية ثمينة. وكذلك كانت هذه الجزيرة في عداد الأرضين التي خشعت ل "آشور بانبال".

ويظهر من النصوص أن "دلمون" كانت جزيرة تتمتع بقدسية خاصة، كانت تعدّ من الأماكن المقدسة، وقد رويت عنها أساطير دينية، وعبدت فيها آلهةٌ تعبد لها أهل العراق، مما يدل على الاتصال الثقافي المتين الذي كان بين العراق والبحرين. ووجد اسم الإلهَ "انزاك" في كتابة عثر عليها في البحرين، وتشير أسطورة "أنكي" وزوجه "ننخرساك" وملحمة "كلكمش" "جلجامش" "جلجمش"، وأسطورة "ارض الحياة" وغير ذلك من م القصص الشعبي، إلى هذا الاتصال الطبيعي الذي كان بين جنوب العراق والعروض.

وذكر "هومل" أن من كبار آلهة "دلمون": "لخامو" "لخامون"، وهو إلهة أنثى. وأشار أيضاً إلى نص أرخ في السنة السابعة من سني "فيلبس" "Philippus" "فيلفيوس" و تقابل سنة "317 ق.م."، و هو نص "بابلي" و رد فيه اسم أرض دعيت "برديسو" "Pardesu"، و تقابل هذه الكلمة "Pildash" "Pardes" بالعبرانية و "فردوس" بالعربية، %563 و تقع في القسم الشرقي من جزيرة العرب، بين "مجان" و "بيت نبسانو" "Bit Napsanu" التي هي جزيرة "دلمون". و قد حملت هذه التسمية بعض العلماء على التفكير في أن ما ورد عن "جنة عدن" في التوراة، إنما أريد به هذه المنطقة التي تقع في القسم الشرقي من جزيرة العرب و على سواحل الخليج.

وقد ذهب أكثر العلاء إلى أن أرض " دلمون" هي جزيرة البحرين، أو جزيرة البحرين والساحل المقابل لها، وذلك لأن المسافة التي ذكرت في نص "سرجون" تكاد تساوي بعد البحرين عن فم نهر الفرات، وهذا مما حملهم على القول إن موضع "دلمون" هو جزيرة البحرين. ثم إن الصلات بين العراق والعروض كانت قوية، والأرض هي على امتداد واحد، فلا مواقع ولا حواجز، ولهذا رجحوا كون "دلمون" هي البحرين.

وعرفت "دلمون" أو البحرين في الكتب "الكلاسيكية" باسم "تيلوس" "Tylus"، و يرى بعض الباحثين إنه حرف عن "تلوون" "Tilwun"، وهو "Dilmun" في الأصل، وورد معه اسم "أرادوس" "Aradus". وقد ذكر "بلينيوس" "Pliny" أن جزيرة "Tylos" "Tylus" معروفة باللؤلؤ، وبها مدينة عرفت بهذا الاسم كذلك. وعلى مقربة منها جزيرة صغيرة. وهي تقابل الساحل الذي يسكنه الي "الجرهائيون" "Gerrhaens"، نسبة إلى مدينتهم "جرها" "Gerrha". و ينطبق وصف "بلينيوس" لجزيرة "Tylos" "Tylus" على جزيرة البحرين كل الانطباق.

وقد ورد في بعض نصوص "أور" "Ur" إنها صدرت الصوف في السفن . إلى "تلمون" "Tilmun"، كما أشير إلى قوافل كانت تذهب من "أور" إلى هذا الموضع، وقد عادت بأرباح كبيرة. ويظهر من هذه النصوص ومن نصوص أخرى أن الاتجار بين "تلمون" و "أور" كان متصلاً مستمراً، وأن جماعة من تجار "أور" كانوا يرسلون قوافل من السفن إلى "تلمون" للاتجار، تحمل إلى هذا الموضع ما بها حاجة إليه من حاصلات العراق ومن الأموال الواردة إلى العراق من الأسواق الخارجية مثل إيران وبلاد الشام وآسية الصغرى وربما من اليونان وأسواق أوروبة، فتبيعها هناك، وربما يشتريها تجار "تلمون" أو غيرهم لتصديرها إلى أماكن أخرى بعيدة مثل الهند،أو إفريقية، أو قلب جزيرة العرب. فإذا انتهى هؤلاء التجار من بيع تجارتهم، يعودون ببضائع من البحرين، هي، في الغالب من تجارة الهند أو إفريقية، في جملتها المعادن والأخشاب والعطور والأشياء النفيسة الأخرى التي كانت تباع بأثمان باهظة، فيربح هؤلاء التجار من هذه التجارة ربحاً كبيراً.

وقد كان تجار "تلمون" يأتون بسفنهم إلى "أور" يحملون ما استوردوه من تجارات من الهند أو إفريقية أو جزيرة العرب، لبيع في أسواق "أور" ثم يعودون بسلع أسواق أور، من حاصل العراق وما جلب إلى أور من الخارج. وقد كان هؤلاء التجار يدفعون العشر، ضريبة عن هذا الاتجار.

وقد عثر على نصوص تبين من دراستها إنها عقود واتفاقيات عقدت بين تجار للاتجار بين "أور" و "تلمسون"، وبينها وثائق تتعلق بتجارة تجار قاموا بأنفسهم. بالاتجار مع "تلمون". ويظهر من دراستها إن أولئك التجار كانوا يستوردون النحاس بمقياس واسع من "تلمون"، لأنه مطلوب في العراق، ولأن أسعاره هناك أرخص بكثير من سعره في أور، وكان في جملة السلع التي استوردوها من "تلمون" الفضة و "عين السمك"، أي اللؤلؤ على ما يظن.

ولا بد أن يكون هذا النحاس من جملة المواد المستوردة من مواضع أخرى إلى "تلمون". وقد تكون أرض عمان في جملة الأماكن التي أمدت هذا الموضع به. فقد عثر في عمان على آثار منجم عند مكان يسمى "جبل معدن" يقع على مسافة "75" ميلاً إلى الشمال الغربي من الجبل الأخضر. فلعل هذا المنجم القديم كان مستغلاً في تلك الأيام يستخرج النحاس منه.

ولقد عثر في البحرين على مقابر قديمة كثيرة كما ذكرت قبل. وقد وجد بعد فتحها إنها خططت على نمط واحد، وتتجه مداخلها نحو الغرب، وذلك مما يبعث على الظن إن هذا الاتجاه علاقة بشعائر دينية عند" القوم أصحاب المقابر. وقد وجدت فيها كما سبق أن قلت عظام بشرية، منها جمجمتان بشريتان، وعظام حيوانات يظهر إنها دفنت وهي حية مع أصحابها وفق العقائد الدينية التي كانوا يدينون بها. وضر على مصوغاتَ من الذهب وعلى خرز وأحجار زينة. غير إن هذه الأشياء لم تعط الباحثين حتى الآن فكرة يقينية عن تأريخها وعن أيام أصحابها، والرأي الشائع بين الذين عنوا بدراستها وفحصها إنها مقابر "فينيقية"، لأن البحرين كانا الموطن القديم للفينيقيين،وان لم يصدر حتى الآن رأي جازم في هذا الشأن.

وقد ضر كما ذكر "ولسن" "Wilson" في مقبرة من هذه المقابر على حجر اسود مكتوب بكتابة تشابه الكتابات المسمارية.

ويستشهد العلماء الذين يذهبون إلى أن تلك المقابر هي مقابر "فينيقية"، وان سكان البحرين هم فينيقيون، بما ذكره "سترابون" من أن في جزيرتي "Tylus" "Tyrus" و "Araus"، مقابر تشابه مقابر الفينيقيين، وان سكان الجزيرة يرون إن أسماء جزائرهم ومدنهم هي أسماء فينيقية.

وقد قامت بعثة آثارية دانماركنية بالبحث عن الآثار في البحرين، وقد نبشت الأرض في ثلاث مواضع لاستنطاقها والاستفسار منها عن ماضيها القديم. وقد تأكدت البعثة من أن الأماكن التي نقبا فيها تعود إلى مستوطنات العصر البرنزي. وكان في جملة ما عثرت عليه تمثالين صغيرين لثورين، وفخاراً، وأشياء أخرى.

وقد عثر المنقبون على آثار معابد في مواضع. من جزر البحرين، تبين من فحصها إنها خربت مراراً، وان الأيدي لعبت بها، وقد انتزعت أحجارها للاستفادة منها في تحويلها إلى أبنية جديدة. وفي جملة ما عثر عليه في أنقاضها بعض التماثيل وبعض الأحجار المثقوبة، وكانت مذابح تذبح عليها القرابين، فتسيل دماؤها من هذه الثقوب إلى حفرة تتجمع فيها الدماء. وقد تبين أن هذه المعابد، هي من معابد العصر النحاسي والعصر البرنزي، وأن تأريخ بعضها يعود إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.

و يرى كثير من الباحثين في التأريخ القديم أن أصل الفينيقين الساكنيين في "فينيقية" بلبنان هو من هذه المنطقة، أ من البحرين و الساحل المقابل له.و قد ذكر "هيرودوتس" إن المشهور في أيامه أن أصلهم من البحر الأحمر. و لكن العلماء يرون أنه قصد الخليج العربي "Sinus Persicus" لا البحر الأحمر.

%567 و يذكرون أن الفينيقين تركوا ديارهم هذه، و هاجروا منها سالكين الساحل، ثم وادي الفرات، و من وداي الفرات يتمموا لبنان، حيث استقروا على الساحل في المنطقة التي عرفت بأسمهم، أي "فينيقية" "Phoenicia".

إننا لا نستطيع أن نتحدث الآن عن حكومة العروض أو حكومات العروض في عصور ما قبل الميلاد فما لدينا من أخبار هو نزر يسير. نعم، من الجائز أن يكون أهل هذا الساحل قد كوّنوا لهم حكومة واحدة، ومن الجائز أن يكونوا قد أقاموا حكومات عديدة، حكومات مدن، أو حكومات قبائل، على نحو ما نعرفه عن هذه المنطقة إلى عهد ليس ببعيد. وكما نرى في مشيخات وإمارات الخليج في هذا الزمان. ومن الجائز أن يكون أهل العراق قد أخضوا ذلك الساحل وأقاموا حكومات فيه. ونحن لا نستطيع التحدث الآن عن "أرض البحر" "Mat-Tamtim"، هل كانت حكومة قوية عاشت في الألف الثالث قبل الميلاد، حكمت كل الساحل إلى أن غزتها حكومات من العراق أو كانت إمارة أو "مشيخة" في اصطلاح هذا اليوم? ولكن ما نراه من سرعة تغلب الأكاديين والسومريين والآشوريين على أهل الساحل، يثير إلى انهم لم يكونوا أصحاب حكومة قوية وانهم إنما كانوا في أغلب الظن رجال بحر وتجارة، لهم حكومات صغيرة أي إمارات و "مشيخات"، وهذا يفسر لنا سر استسلامها لحكومات العراق بسهولة ويسر وأدائها الجزية لها.

وهناك من يزعم أن "السومريين" إنما جاءوا إلى العراق من البحرين، جاءوا إليه في حوالي السنة "3100 ق. م". وقد عرفت البحرين باسم "دلمون" "تلمون" "Dilmun" في نصوص السومريين وقد كانت البحرين محطة مهمة ينزل فيها الناس في هجراتهم نحو الشمال، كما كانت محطة للاتجار مع الهند والبلاد البحرية الأخرى. والرأي الغالب اليوم بين علماء التاريخ القديم أن الكلدانيين الذين سكنوا الأقسام الجنوبية من العراق، إنما جاءوا إلى هذه الأرضين من العربية الشرقية، من ساحل الخليج، وذلك في أواخر الألف الثانية قبل الميلاد، ثم زحفوا نحو الشمال حتى وصلوا إلى بابل، وقد وجد بعض الباحثين كتابات كلدانية تشبه حروفها الحروف العربية الجنوبية القديمة، أي حروف المسند، واستدلوا من ذلك على أن أولئك المهاجرين الذين ربما كان أصلهم من عمان هاجروا إلى ساحل الخليج، ثم انتقلوا منه إلى العراق، ونقلوا معهم خطها القديم، الذي تركوه بعد ذلك حيا استقروا في العراق، لتأثرهم بالمؤثرات الثقافية العراقية. والنماذج القديمة من كتاباتهم التي عثر عليها الباحثون، وإن لم تتحدث عن أصل أصحابها، إلا أن خطها المذكور يشير إلى إنه من العربية الشرقية.

وقد ذهب "سترابو" إلى أن "Gerrha" التي تقع عند "العقير" كانت في الاصل موضعاً للكلدانيين "Chalaer"، وكانت ذات تجارة مع أهل بابل مزدهرة.

على كل فالذي يتبن لنا من الأخبار السومرية والأكدية والآشورية وغيرها أن أهل العربية الشرقية كانوا قد كوّنوا لهم حكومات مدن وذلك قبل الألف الثالثة قبل الميلاد، صرفت جل عنايتها نحو التجارة وركوب البحار للاتجار، والاستفادة من البحر لاستخراج ما فيه من سمك و "لؤلؤ"، واستغلال ما في أرضها من ماء للزراعة عليه. والطبيعة هي التي فرضت على أهل هذا الساحل هذا الشكل من الحكم، لأنها لم تمنحهم أمطاراً وافرة نمكنهم من استغلال أرضهم، ولم تعطهم أنهاراً كبيرة طويلة تساعد في نشوء العمران عليها وتكوين حكومات مطلقة، كما في العراق أو في وادي النيل، لذلك انحصرت السكنى في مواضع متناثرة من الساحل، فصعب على السكان تكوين حكومة مطلقة واحدة يكون الحكم فيها حكما مركزاً في أيدي الملوك، لتباعد المدن بعضها عن بعض، لذلك صار الحكم فيها حكم مدن، على المدينة "ملك" أو رئيس يدير شؤون الجماعة، إلاً أن هذا الوضع جعلهم عرضة للغزو إذ طمعت فيهم الحكومات الكبيرة كالذي رأيناه من غزو السومريين والأكديين لهم، وكالذي سنراه فهيما بعد من غزو الآشوريين واليونانيين وغرهم لهذه الأرضين.

لقد استورد السومريون والأكديون الذهب والحجارة الصالحة لصنع التماثيل، والأخشاب لبناء المعابد، والأشياء النفيسة الأخرى من "دلمون" ومن "ملوخا" ومن "مكان" "مجان"، وهي أماكن يرى كثير كل من العلماء إنها في العربية الشرقية، وقد تكون تلك المواد من الأموال المستوردة من الهند. على كل حال، فقد توسطت تلك الأماكن في استيرادها وإيصالها إلى العراق، بفضل مهارة سكانها في تسخير البحر وتيسيره، وقد ترك الفتح العراقي فيها أثراً كبيراً يظهر في الآثار العراقية التي استخرجت من باطن الأرض وفي فن العربية الشرقية المتأثر بالفن العراقي.

وقد اثر انتقال ثقل الحكم من "أور" ومن القسم الجنوبي من العراق إلى وسطه تأثراً كبيراً في ثراء "اور" واقتصادها، فقد كان في هذه المدينة تجار كوّنوا لهم شركات بحربة لنقل التجارة بين هذه المدينة ومدن الخليج، وربما إلى %570 مدن الهند أيضاً. وقد أثر ذلك فيهم بصوره خاصة حين وضع "حمورابي" أنظمة تحدد الاتجار البحري في ذلك العهد. وقد افتخر ملك "آشور"، الملك "تكولتي - ننورتا" "Tukulti-Ninurta" "1244- 1208ق. م."، بأنه وسّع حدود مملكته في الجنوب، بأن استولى على "سومر" و "أكد"، وثبت حدودها الجنوبية عند "البحر الأسفل حيث مشرق الشمس". ويعني بذلك الخليج، غير إنه لم يشر إلى الأرضين التي استولى عليها في هذا الخليج.

هذا كل ما نعرفه اليوم عن تأريخ العرب في العهود القديمة. و هو كما رأينا نزر يسير،أخذ من بحوث أفراد ومن بحوث عرضيةُ حصل عليها عند البحث عن البترول، وأملنا في زيادة علمنا بتلك العهود هو في قيام بعثات علمية بالبحث عن الآثار والعاديات لاستنطاقها عن أحوال تلك العهود. وليس أمامنا بعد هذه المقدمة إلا الدخول في العصور المعروفة التي وصل إلينا بعض أخبارها في الكتابات وفي الموارد الأخرى.

وقد كان لأعمال الحفر التي قامت بها شركة "دانماركية" أرسلها متحف ما قبل التأريخ في "Aarhus" بالدانمارك فضل كبير في الكشف عن صفحات مطوية من تأريخ سواحل الخليج. فقد تمكنت هذه البعثة من العثور على آثار من عهود ما قبل العصور التأريخية في البحرين وقطر و "أبي ظي"، كما تعقبت آثار السكنى القديمة في البحرين وعمان وبقية الساحل، وعثرت على معابد قديمة مثل معبد "بربر" "باربار" في البحرين و "تل قلعة البحرين" في البحرين، وتوصك بذلك إلى نتائج قديمة جداً رجعت بتأريخ هذه البلاد إلى عصور بعيدة جدا عن الميلاد، وكان من أعمالها الكشف عن آثار "فيلكا" في الكويت.

وقد تبين من دراسة البعثة الدانماركية لآثار معبد "بربر" "باربار" في البحرين، إنه معبد عتيق: يرجع عهده إلى حوالي السنة "3000 ق. م." أو اقدم من ذلك. وأنه كَان معبداً كبيراً به "بئر" مقدسة يستقي منها المؤمنون للتبرك بمائها ولتطهير أجسامهم و لإجراء الشعائر الدينية، ويلاحظ أن الباحثين تمكنوا من العثور على آبار مقدسة في بيوت العبادة الكبرى عند الجاهليين، وهذا يدل على أن معابدهم الكبيرة كانت ذات آبار مقدسة يشربون منها للتبرك والشفاء ولتطهير أجسامهم، شأنهم في ذلك شأن أهل مكة و "زمزم".

لقد وجدت هذه البعثة تحت أنقاض "تل القلعة" في البحرين بقايا مدينة قديمة يمكن أن تعدّ من مدن الجزيرة الكبيرة أو عاصمتها، يرجع تأريخها إلى حوالي السنة "2500 ق. م.". وكانت مسورة بسور ارتفاعه "16" قدماً عن سطح الأرض، بني باحجارة، وقد بنيت به قلعة لحمايته من هجوم الأعداء، وعثر على باب المدينة، وقد زينت ببناء مربع الشكل. ويقال إن الملك "سرجون" الأكادي كان قد أمر بإحراقها سنة "2300 ق. م."، حتى صارت ركاماً، وبقيت على ذلك طوال أيام "الكاسيين" "الألف الثانية قبل الميلاد"، حتى أعيد بناؤها في القرن السابع قبل الميلاد، فازدهرت وتوافد عليها السكان، وأخذت تتاجر مع العراق. وكانت مزدهرة في أيام "الأخمينيين" و"السلجوقيين"، إلا أن النحس حلّ بها بعد سقوط الحكومة السلجوقية، ولازمها ولم يتركها حتى هجرها الناس.

وفي جملة ما عثرت عليه تلك البعثة آثار مدينة يرجع عهدها إلى منتصف الألف الأولى قبل الميلاد، في مكان يعرف بي "مرب" في القسم الغربي من "قطر".



 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق