إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأحد، 8 نوفمبر 2015

116 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفصل التاسع العرب العاربة والعرب المستعربة نزار


116

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
 
الفصل التاسع

العرب العاربة والعرب المستعربة

نزار


و هو جد القبائل "النزارية" المنحدرة على رأي النسّابين من نزار بن معدّ من زوجة "معانة بنت جوشم بن جلهمة" ، أو "معانة بنت جهلة" من جرهم. و هو على زعم الاخباريين والد أربعة أولاد، هم: ربيعة، و مضر، و أنمار و إياد. و هم أجداد قبائل كثيرة في الوقت نفسه. و قد انتشرت هذه القبائل في اواسط بلاد العرب و شماليها. و هناك اسطورة رواها المؤرخون و النسابون عن اختصاص كل ولد من أولاد نزار و عن المناطق التي نزلت بها قبائلهم و احتكامهم إلى "الافعى الجُرهمي" أو "أفعى نجران".

و قد زعم بعض أصحاب الأخبار أن أم ربيعة و أنمار: "حدالة" "جدالة" بنت و علان بن جوشم بن جلهمة بن عمرو" من جرهم، و أن أم "مضر" "سودة بنت عَكّ"، كما زعم بعض المؤرخين أن إياد و أنمار هما من أبناء معدّ، وأما نزار، فقد كان من عقبه البطنان: ربيعة، ومضر.

وقد نعتت مضر ب "الحمراء"، فقيل: "مضر الحمراء "، ونعتت إياد ب "الشمطاء" و "البلقاء"، وقيل لربيعة "الفرس"، ولأنمار "الحمار".

ويقال للنزاريين: "نزارية" و "بنو نزار" و "أبناء نزار" 0 أما التنزر فالانتساب إلى نزار، ويقال: تنزر الرجل، إذا تشبه بالنزارية، أو أدخل نفسه فيهم. واستعملت "النزارية" في مقابل "اليمانية" في أيام الأمويين.

ويرى "ليفي ديلافيدا" إن "النزارية" فكرة سياسية نجمت في العصر الاْموي، في وسط ذلك الصراع الحزبي المعروف، وعلى الأخص بعد معركة "مرج راهط"، وانها لا تمثل حقيقة تأريخية، فهي لا تعني رابطة قبائل بالمعنى المفهوم. ومن رأيه إن هذا الموضوع لم يدرس دراسة كافية بعد، وان المواد اللازمة لدراسته غير متوافرة.

وقد ذهب أيضاً إلى أن أقدم من ذكر اسم "نزار" من الشعراء الجاهليين هو "بشر بن أبي خازم"، و "كعب بن زهر" من الشعراء المخضرمين ويرى إن "بني نزار" الواردة في شعر "حسان بن ثابت" لا تعني النزارية، أي أبناء نزار بن معد بن عدنان على نحو ما يذهب إليه أهل الأنساب، بل جماعه أخرى هي من نسل "نزار بن معيص بن عامر بن لؤي" من قريش.

ويرى "ليفي ديلافيدا" أيضا إن ما ورد في شعر "أمية بن أبي الصلت" من شعر، نسب فيه ثقيفاً إلى نزار، وما ورد في قصة "الأقرع بن حابس التميمي" من ذكر "نزار"، لا يمكن أن يبعث الثقة إلى النفوس ولا الاطمئنان إلى القلوب، بل يظهر إن ما ورد إنما وضع لأغراض واضحة هي على زعمه إلحاق نسب ثقيف بنزار، وقد كان ذلك موضع جدل في ذلك العهد، وإثبات نسب "بجيلة" وهو نسب كان موضع جدل أيضاً.

أما انا، فأرى إن "نزاراً" من القبائل التي كانت معروفة في القرن الرابع بعد الميلاد، بدليل ورود اسمها في النص المعروف ب "نص النمارة" الذي وضع على قبر "امرىء القيس"، ويعود عهده إلى سنة "328" للميلاد. فقد ذكرت في جملة القبائل التي خضعت لحكمه. ولكن النص لم يتحدث عن نسب نزار ومواضعها في ذلك الزمن. وفي الجملة إنها ذكرت مع قبيلة "أسد".

وتتألف القبائل النزارية من ربيعة ومضر وإياد وأنمار، على رأي من جعل أنماراً ابناً من أبناء نزار. فأما إياد، فقبيلة كانت مواطنها تهامة إلى حدود نجران، ثم انتشرت بسبب حروب وقعت بينها وبين ربيعة ومضر، فارتحل قسم منها إلى العراق، وانضم قسم آخر إلى قضاعة وأقام بالبحرين، وسكن قسم منها في "وادي بيشة"، وهاجر آخرون إلى بلاد الشام.

وقد كانت رئاسة مضر إلى ربيعة في أيام "كليب بن ربيعة"، المعروف أيضاً ب "كليب وائل". وقد كانت مضر وربيعة متجاورتين ومتحالفتين، ودليل ذلك إقران اسم أحدهما بالآخر، وجعل أهل الأنساب مضر شقيقاً لربيعة غير إن تحاسداً شديداً كان يقع بين سادات مضر وسادات ربيعة، وطالما كانت إحداهما تفتخر على الأخرى، وترى إنها اعز مكانة ونفر من شقيقتها، كالدي يحدث بين القبائل.

ويظهر أن الأمر قد اختلط علا بعض أهل النسب في قضية "إياد"، فجعلوا إياداً ابناً من أبناء معد، أي شقيقا لنزار، وجعلوه إبناً لنزار، فصيروه شقيقاً لربيعة ومضر وأنمار. وقد ذكر المسعودي أن إياداً ينسبون إلى القبيل الأكبر، وليست لهم قبائل مشهورة. ويذكر قوم أن ثقيفاً من إياد، ويرى فريق أنهم من قيس عيلان.

وأما "قنص بن معد"، فيزعم قوم أن "آل المنذر" ملوك الحيرة منهم. ويظهر من عدم ذكر أسماء قبائل تنسب إلى قنص أن قمصاً لم تكن من القبائل الكبرى، وأنها دخلت في القبائل الأخرى قبل الإسلام، فنسيت، فلما دوّن أهل الأخبار الأنساب، لم يكن لها شأن يذكر عندئذ غير الاسم.

ويلاحظ أن النسابين الذين جعلوا "آل نصر" من "قنص بن معد"، أي من العدنانيين، يذكرون أنفسهم ويروون في كتبهم أن نسبهم هو من اليمن، وأنهم من أصل قحطاني.

ويذكر أهل الأخبار أن ربيعة ومضر حاربوا أبناء قنص بن معد وتغلبوا عليهم، حتى أخرجوهم من ديارهم فتفرقوا فى البلاد، وذهب جمع منهم إلى سواد العراق، ولكنهم اصطدموا بالنبط الارمانيين من ملوك النبط، فتراجعوا واستقر قسم منهم في الأنبار والحيرة.

وأما "مضر بن الياس" فولد "الياس بن مضر"، والياس، وهو قيس عيلان. وعرف أبناء "الياس" ب "خندف" نسبة إلى أمهم "خندف"، وهم: مدركة، وطابخة، وقمعة. وذكر المسعودي أن مضر ترجع إلى حيين، هما خندف، و قيس.

ومن النسابين من يزعم أن "قمعة"، واسمه "عمير"، هو والد خزاعة. أما خزاعة، فتأبى ذلك، وترجع نسبها إلى غسان.

وورد في شعر الشعراء المعاصرين لبني أمية: "ابنا نزار"، وقد قصدوا يذلك "ربيعة" و "مضر"، كما ورد "بحرا نزار" في المعنى نفسه.

وجعل "ابن جني"، اللغة العربية التي نزل بها القرآن "لغة ابني نزار"، وقد سمى "الفرزدق" "قيس علان" و "خندفاً" ب "الحيين" المكونين لعد. وورد في شعر للعجاج "حَيَّيْ مُضَر". وجاء في شعر لجرير: إذا أخذت قيس عليك وخندف=بأقطارها، لم تدر من حيث تسرح مما يدل على إن قيساً وخندفاً، كانا من القبائل القوية في هذه الأيام.

ويظهر من تقسيم النسابين قبائل مضر إلى حيين: خندف وقيس عيلان، إن تلك القبائل كانت حلفاً في الأصل، ثم انفصمت عراه، أو إن خندفاً تحالفت مع قبائل قيس عيلان، وربطت نسبها بنسب مضر. وتتألف خندف من قبائل مهمة، منها ظبة، وتميم، و خزيمة، و هذيل، و كنانة، و قريش، و أسد و غيرها. وأما قيس عيلان، فمن قبائلها: فهم، وعدوان، وغطفان، وعبس، وذبيان، وسُليم، وهوازن، وباهلة، وغنى، وغيرها من قبائل سيأتي ذكرها بعد قليل.

وأما مدركة بن الياس، فولد: خزيمة، وهذيلاً، وأسداً، وكنانة. فأما هذيل، فأولد ثلاثة: سعداً، ولحياناً، وعميراً، والعدد في سعد بن هذيل: تميم وحريث، ومنعة، وخزاعة، وجهامة، وغنم، وولد تميم معاوية والحارث.

وجعل "مصعب بن عبد الله بن مصعب الزبيري" أولاد مدركة ولدين، هما خزيمة وهذيل. أما أسد وكنانة، فهما عنده ولدان من أولاد خزيمة.

وأم خزيمة، فله من الولد كنانة، وأسد، وأسدة، والهون. وولد أسد دودان، وكاهلاً، وعمراً وحملة. فهؤلاء "بنو أسد"، ومنهم تفرقت أسد كلها. ومن بطونهم المشهورة: "بنو فقعس"، وبنو الصيداء، وبنو نصر ابن قعين، وبنو الزينة، وبنو غاضرة، وبنو نعامة. أما ولد الهون، فهم: القارة، ومن القارة: عضل، والديش و هما قبيلا الهون. وقد اشتهرت القارة ب الرماية. وجعل "الزبيري" ولد الهون ثلاثة: هم عضل، والديش، والقارة.

ويذكر "الزبيري"، الذي أدخل أسدة في أولاد خزيمة، إن أسدة يزعمون إنه جذام، ولخم، وعاملة، وقد انتسبوا في اليمن. ويظهر إن قبائل "أسد ابن خزيمة" ادعت.، حين مجيء لخم وجذام مع خالد بن عبد الله ا القسري إلى العراق، إنها والقبائل القادمة من دم واحد، هو دم خزيمة بن مدركة، وإنها أرادت إلحاق نسبها بهذا النسب.

و أما كنانة، فولد النضر، و مالكاً، و ملكان، و عبد مناة. و هو علي، وربما قالوا مسعوداً، وآخرين ذكرهم "الزبيري" فأما بنو ملكان، فلهم بقية، وليس لهم شرف بارع، مما يدل على انهم لم يكونوا كثيري العدد، وأما بنو مالك، فمن قبائلهم بنو فقيم وبنو فراس. ومن بني فقيم "القلامس" نَسَأة الشهور. وأما عبد مناة، فمنهم "بنو مُدلج" القافة، ومنهم بنو جذيمة، ومنهم بنو ليث، ومنهم الدئل، ومنهم بنو ضمرة. ومن بني ضمرة: غفار. ومنهم بنو عريج.

وأما "النضر"، فولده مالك والصلته. فأما "الصلت"، فصاروا في اليمن، ويقول قوم إنه أبو خزاعة. ورجعت قريش إلى مالك كلها، فهو أبوها كلها. وولد مالك بن النهر فهراً والحارث. فأما "الحرث" الحارث ابن مالك، فهو من المطيبين، و يقال إن الخلج منهم. ويقال كانوا من عدوان، فألحقهم عمر بن الخطاب بالحارث، ومسوا خلجاً لأفهم اختلجوا من عدوان، وهم بالمدينة كثير.

وأما فهر بن مالك، فمنهم تفرقت قبائل قريش، فقيل لهم "بنو فهر". وولده: غالب بن فهر، ومحارب بن فهر، فأما "محارب"، فمنهم ضرار ابن الخطاب شاعر قريش في الجاهلية. وأما غالب بن فهر، فولده لؤي وتيم. فأما تيم، فهم بنو الأدرم من أعراب قريش.

ويذكر بعض أهل الأخبار أن قريشاً كانوا متفرقين في "بني كنانة"،فجمع "قصي" إلى مكة "بني فهر بن مالك" فجذم قريش كلها "فهر بن مالك" فما دونه "قريش" وما فوقه عرب، مثل كنانة وأسد وغيرهما من قبائل مضر، فإنما قريش إلى "فهر بن مالك" لا تجاوزه. ثم يفسرون معنى "قريش"، بالتقرش أي التجمع، أو جمع المال والتجارة، أو غير ذلك مما سأتحدث عنه فيما بعد. مما يدل على أن تلك التسمية لم تكن قديمة، و إنما هي لقب في الأصل أطلق على جماعة من بني فهر كانوا يسكنون مكة، فعرفوا به حتى غلب على اسمهم، وصار اللقب اسماً، ومن هنا اشتهر بين النسابين إنه اسم إنسان وجدّ قبيلة.

وأما لؤي، فإليه ينتهي عدد قريش وشرفها. وولده: كعب بن لؤي، وعامر بن لؤي، وسامة بن لؤي، وسد بن لؤي، وخزيمة بن لؤي، والحارث بن لؤي وعوف بن لؤي. فأما عامر، فولده حسل ومعيص: ومن حسل سهل وسهيل والسكران بنو عمرو. وأما سامة، فوقع بعمان، وهلك بها فولده هناك. وأما سعد بن لؤي، فهو أبو ولد بنانة، وأما خزيمة بن لؤي، فمنهم عائدة، وهم في بني شيبان. وأما كعب بن لؤي، فولده:مرة، وهصيص، وعدي. فاما هصيص، فمنهم بنو سهم، وبنو جمع. وأما عسي، فمنهم عمر بن الخطاب.

وأما مرة، فمنهم تيم بن مرة رهط أبي بكر، وآل المكندر، ومنهم مخزوم ابن يقظة بن مرة، ومنهم كلاب بن مرة وولد زهرة بن كلاب وقصي ابن كلاب.

وأما قصي بن كلاب، فإنه أول من جمع قبائل قريش، وأنزلها بمكة، وبنى دار الندوة، وأخذ مفتاح الكعبة من خُزاعة. وكان له من الولد: عبد مناف، وعبد الدار، وعبد العُزّى، وعبد. فأما عبد، فبادوا. وأما عبد العزى، فمنهم خويلد بن أسد أبو خديجة. وأما عبد الدار، فمنهم آل أبي طلحة، ومنهم شيبة بن عثمان، وقد أعطاه النبي مفتاح الكعبة، وصار في ولده. و أما عبد مناف، فولده هاشم وعبد شمس والمطلب ونوفل و أبو عمروا.

وأما طابخ بن الياس، فولد أدّاً، وولد "أدّ" مرّاً وعبد مناة وضبّة ومزينة وحميساً والرباب. فأما جمد مناة، فمنهم تيم بن عبد مناة وبطونها، وعدي بن عبد مناة، وُ عُطل بن عبد مناة، وهؤلاء الثلاثة من الرباب، وثور ابن عبد مناة. وجعل "الزبري" ولد أدّ بن طابخة: مزينة، ومراً وتميماً.

وأما ضبة بن أد، فولده سعد وسعيد وباسل. فأما باسل، فهو أبو الديلم، وقتل سعيد ولا عقب له، وضبة كلها ترجع إلى "سعد بن ضبة"، وهي جمرة من جمرات العرب، وهي من الرباب. وولد سعد الذين تنسب إليهم ضبة يكراً، وثعلبة وصريحاً. ومن بطونهم نصر، ومازن، والسيل، وذهل، وعائذة، وتيم اللات، وزبان، وعوف، وشييم. ومن ذهل بجالة، وتيم، وصبيح، وضبة، وكعب. ومن كعب ضرار بن عمرو، وهو بيت ضبة، وبنو صباح، وهم معروفون بالصيد، وشقرة وهلال.

وأما مزينة بن أد، فهم مزينة مضر، ومنهم الشاعر زهير. وأما حميس ين أد، فهم قليلون، يكونون في البصرة في بني عبد الله بن دارم وبالكوفة في بني مجاشع. واما مرّ بن أد، فولده ثعلية بن مرّ. وهم بنو ضاعنة، ونسبوا إلى أمهم. وبكر بن مرّ، وهم الشعيراء وأراشة بن مرّ ولحقوا باليمن، فصاروا في جذام، وبقال لهم جديس، والغوث بن مر، وصاروا باليمن، ويقال لهم صوفة، وكانوا يفيضون بالناس قبل بني صفوان وتميم بن مر.

وأما تميم بن مر، وقبره ب "مران"، فولده زيد مناة، وعمرو، والحارث. فأما الحارث، فمنهم شقرة، وأما عمرو، فولده العنبر والهجيم وأسيد والقليب والحارث بن عمرو المعروف بي "الحبط"،ويقال لولده "الحبطات"، ومالك بن عمرو. وأما زيد مناة، فولد سعداً وفيهم العدد، وعامراً، وانتسب ولده إلى عامر بن مجاشع والحارث، وهم قليل، وامرؤ القيس، منهم عدي ابن زيد الشاعر، وقبائلهم بنو عصية. ومالك بن زيد مناة ومنهم ربيعة الجوع، ومنهم البراجهم، وهم عمرو وقيس وكلفة وظليم وغالب بنو حنظلة بن مالك. ومنهم بنو يربوع بن حنظلة، وهم بنو كليب بن يربوع، ورياح بن يربوع، وثعلبة بن يربوع، و عُدانة بن يربوع، وحزام بن يربوع.

ومن تميم بن مرّ بنو دارم بن مالك بن حنظلة، ومجاشع بن دارم، ونهشل ابن دارم، ومنهم بن العدوية، نسبوا إلى أمهم، وهم: زيد بن مالك بن حنظلة، وصدى بن مالك بن حنظلة، ويربوع بن مالك بن حنظلة، وعوف ابن مالك بن حنظلة، وجشش بن مالك بن حنظلة.

وأما سعد بن زيد مناة بن تميم فهو الفزر. وولده كعب بن سعد، وعمرو ابن سعد، والحارث بن سعد، وهم: عوافة، وعبشمى بن سعد، واسمه مقروع، وجشم بن سعد، ومالك بن سعد، وهبيرة بن سعد. فأما كعب ابن سعد، ففيهم العدد. منهم مقاعس، ومنهم حمان، ومنهم بنو منقر، ومنهم بنو مرة، ومنهم ربيعة. ومن "عوف بن كعب" بهدلة رهط الزبرقان ابن بدر، وقريع رهط بني أنف الناقة، ومنهم آل عطارد وآل صفوان بن شجنة الذين كانت فيهم الإفاضة بالناس من عرفة، ومن عطارد بنو عوف.

وأما قيس بن عيلان، وهو قمعة بن الياس بن مضر، فولد سعداً،وعكرمة، وأعصراً، وعمراً، وخصفة. وبعض النساب يزعم أن عكرمة هو ابن حفصة، وأعصر هو أبن سعد. و أما عمرو بن قيس، فولده فهم وعدوان. فمن فهم تأبط شراً. وأما عدوان، فمن بطونهم بنو خارجة وبنو وابش وبنو يشكر وبنو عوف و الفرعا وبنو رهم وبنو رباح. ومن عدوان عامر بن الظرب حاكم العرب" وأبو سيارة الذي كان يفيض بالناس، وعدوان أنزلوا ثقيفاً بالطائف، وكانت كثيرة السادة، فتفرقوا يبغي بعضهم على بعض.

وأما بنو سد بن قيس عيلان، فهم غطفان 1 وأعصر بن سعد. فولد أعصر غنياً ومَعْنا وهو أبو باهلة، و باهلة امرأة من همدان نسب بنو معن إليها، ومنبه بن أعصر وهم الطّفاوة. فأما غني، فمنهم بنو ضبينة و بنو بهثة وبنو عبيد. وهم حلفاء في بني كلاب. وأما الطفاوة، فمنهم بنو جسر وبنو سنان، وكانوا في بني شيبان حلفاء. ومن الطفاوة الحبال، وكانوا في الهجيم،وأما معن ابن أعصر، فولده قتيبة ووائل، وامهما من فزارة، وأود، وجاءت امهما باهلة امرأة من همدان، وفراص وأبو عليم.

وأما قتيبة بن معن، فمن ولده غُنْم، وولد غنم سهم بن غنم، ومن بني قتيبة بنو صحب، وهم ينزلون اليمامة. ومنهم عمرو بن عبد واعبد وقعنب وسعد بن عبد و عامر بن عبد، ومن بني سعد بنو أصمع. وأما وائل بن معن، فمنهم بنو سلمة وبنو هلال بن عمرو وبنو زيد وبنو عامر ابن عوف وبنو عصية.

وأما غظفان بن سعد، فولده ريث و عبد الله، فولد ريث بغيضاً وأشجع، فولد بغيض ذبيان وعبَسْاً وأنماراً. وأما عبد الله بن غطفان،فهم في بني عبس.

وأما أشجع، فمنهم بنو دهمان. واما أنمار بن بغيض، فهم قليل. وأما عبس بن بغيض، فولده قطيعة، وورقة، ومعتم، والشرف والعدد في قطيعة.

وأما ورقة ومعتم ابنا عبس، فلا يعرف منهما أحد.

وأما ذبيان بن بغيض، فولده فزارة، وسعد، وهاربة البقعاء، وقد بادت هاربة إلا بقيةً يسيرة في بني ثعلبة بن سعد، وأما فزارة بن ذبيان، فولده عدي، وضالم، ومازن، وشمخ. فأما ظالم، فقد بادوا إلا قليلاً، وأما شمخ بن فزارة، فولده لؤي وهلال، وأما مازن بن فزارة، فمنهم بنو العشراء، وأما عدي بن فزارة، فولده ثعلبة وسعد.

وأما سعد بن ذبيان، فولده ثعلبة وعوف. فمن ثعلبة بنو جحاش، وبنو سبيع، وبنو حشور. وفي بني سبيع البيت والشرف. وولد عوف بن سعد مرّة وعيداً. فأما عيد، فقليل، وفي مرّة بن عوف الشرف والسؤدد. فولد مرّ ة بن عوف غيظا، ومالكاً، وحرمة، وسهما، وبني صارد و غيرهم. فولد غيظ نشبة ويربوعاً.

وأما خصفة بن قيس عيلان، فولده عكرمة و محارب. وبعضهم ذكر إن عكرمة هو ابن قيس. وأما محارب، فمنهم جسر والخضر. وبنو جسر حلفاء بني عامر بن صعصعة. وأما عكرمة، فولده عامر ومنصور، وأبو مالك. فأما بنو أبي مالك، فهم في بني تيم الله. وأما عامر، فهم حشوة في بني سلُيم ولهم بقبة بالبادية. وأما منصور بن عكرمه، فولده سليم، وسلامان، وهوازن، ومازن. وأما سُليم فولده بهثة. وولد بهثة امرأ القيس وعوفاً. ومن قبائل سلُيم، بنو حرام، وبنو خفاف، وسماك، ورعل، وذكوان، ومطرود، وبهز، وقنفذ، ورفاعة، و عصبة، وظفر، وبجلة، وحبيب ابن مالك، وبنو الشريد، وبنو قتيبة.

وأما هوازن بن منصور، فولده بكر، وسبيع، وحرب، ومنبه، ولا عقب لسبيع وحرب. وأما منبه، فهو أبو ثقيف في قول بعض النسابين. وولد بكر بن هوازن سعداً ومعاوية وزيداً. ومن ولد معاوية بن بكر، جشم، ونصر، و صعصعة، والسباق، وجسر، وجحش، وجحاش، وعوف، ودحوة، ودحية. فأما دعوة، ودحية، وجحش، وجحاش، فلا عقب لهم. وأما عوف، فيقال لهم الوقعة.

وأما صعصعة بن معاوية، فولده عامر ومرّة وغاضرة و مازن ووائلة. فأما ينو مرّة، فيعرفون ب "بني سلول". وأما عامر بن صعصعة، فولده هلال ابن عامر، و سواءة بن عامر ونمر بن عامر، وهي جمرة من جمرات العرب. وربيعة بن عامر، وولده بنو مجد وينسبون إلى أمهم. وهم عامر بن ربيعة وكلاب بن ربيعة، وكعب بن ربيعة. فأما عامر بن ربيعة ، فمن ولده عمرو ابن عامر فارس الضحياء، وبنو البكا بن عامر. وأما كلاب بن ربيعة، فمن ولده جعفر، ومعاوية، وربيعة، وأبو بكر، وعمرو، والوحيد، ورواس، والأضبط، وعبد الله. وأما معاوية بن كلاب، فمنهم الضباب، وهم حسل وحسيل وضب.

وأما عمرو بن كلاب، فمنهم بنو دودان. وأما أبو بكر بن كلاب، فمن ولده القرطات: قرط وقريط ومقرط. وأما كعب بن ربيعة، فمن ولده عقيل وقشير والحريش وجعدة وعبد الله وحبيب. وأما عبد الله، فمن ولده بنو العجلان. وأما قشير بن كعب، فمنهم غطيف وغطفان، ومنهم مالك ذو الرقيبة، ومنهم بنو ضمرة. وأما عقيل بن كعب، فمنهم خفاجة، ومنهم الحلفاء، ومنهم الأخيل.

وأما منبه بن هوازن بن منصور، فولده قسي، وهو ثقيف. فولد ثقيف جشم وعوفاً والمسك، فتزوج قاسطُ المسك، فولدت وائلا أبا بكر بن وائل، وأما جشم، فولد حطيطاً، فولد حطيط مالكاً وغاضرة. وأما عوف، فهم الأحلاف، وذلك أنهم تحالفوا على بني مالك وصارت غاضرة مع الأحلاف، فثقيف فرقتان: بنو مالك والأحلاف.

هذا وإننا لنجد بعض النسابين ينسبون ثقيفاً إلى "ثمود"، فيقولون إنهم من بقاياهم، وهو نسب لا يرضى عنه الثقفيون بالطبع، ويزعجهم أن يكونوا من قوم هلكوا بسبب غضب الله عليهم. ومنهم من جعل نسبهم في إياد. ومنهم من جعل نسبهم من "أبي رغال" إلى غير ذلك من أقوال، يظهر إنها ظهرت في الإسلام كرهاً للحجاج بن يوسف، أحد بني ثقيف، المشهور بتعسفه وبظلمه. وقد قيل إن قيساً، وهو اسم "ثقيف" هو من القسوة، وكان غليظاً قاسياً ولا أظن أن هذا التفسير هو ما يرضي الثقفيين.

وأما ربيعة بن فئ زار بن معد، فولد أسد بن ربيعة وضبيلة بن ربيعة وأكلب ابن ربيعة. فأما أكلب بن ربيعة، فهم في خثعم. وهم بطون كثيرة تنسب إلى خثعم. واما ضبيعة بن ربيعة، فولد أحمس، والحارث، والقلادة، وأما أسد بن ربيعة، فولد جديلة وعنزة وعمرة. فأما عميرة، فهم في عبد القيس. أما عنزة، فاسمه عامر. وأما جديلة، فولد دعمي وولد دعمي أفصى، فولد أفصى هنباً وعبد القيس. فولد عبد القيس اللبو وأفصى. وولد أفصى شناً ولكيزاً. فمن شنّ الديل بن شَنّ. وولده سعد وجذيمة وعامر وعجب. ومنهم بنو بهثة بن جذيمة بن الديل بن شنّ. وأما لكيز، فولد نكرة وصباحاً ووديعة. فأما نكرة، فهم حلفاء جذيمة، ومنهم هنبة بن نكرة، وهم أهل البحرين. وفيهم العدد والشرف، ومنهم المثقب العبدي الشاعر والممزّق الشاعر والمفضل ابن عامر الشاعر وصاحب القصيدة المنصفة. وبعمان قوم من نكرة، وباليمن قوم منهم.

وأما وديعة، فولده عمرو وغنم ودهن. فأما دهن، فهم وائلة، نسبوا إلى أمهم. وأما غنم، فولد عمرو بن غنم وعوف بن غنم. وأما عمرو بن وديعة فولده أنمار وعجل ومحارب والديل والعوق وامرؤ القيس. فمن ولد الديل أهل عمان. وأما العوق، فمنهم العوقة، وهم عمانيون قليل. وأما أنمار، فمنهم عصر، ومنهم ظفر. وأما محارب، فولد حطة وظفر أبي محارب.

وأما هنب بن أقصى، فولد قاسط بن هنب وعمرو بن هنب وخندف بن هنب. وأما عمرو فمنهم عتيب، وهم بنو شيبان. وأما قاسط، فولد عمرو بن قاسط والنمرين قاسط ووائل بن قاسط. أمهم المسك بنت ثقيف.

وأما النمر بن قاسط، فولد تيم الله وأوس الله وعائد الله وأمهم هند بنت تيم بن مر وإخوتهم لأمهم بكر وتغلب، وأخوهم لأمهم أيضا اللبو بن عبد القيس. فاما تيم الله، فولد الخزرج والحريث. وولد الخزرج سعداً. وأما وائل بن قاسط، فولد بكر بن وائل وتغلب بن وائل وعز بن وائل. أمهم هند بنت تميم بن مر. فأما عنز بن وائل، فأولد أراشة ورفيدة. فمن أراشة أشجع وغضاضة.

و أما تغلب بن وائل، فولد غنم بن تغلب والأوس بن تغلب وعمران بن تغلب. فأما غنم بن تغلب، فمنهم معاوية بن عمرو بن غنم. ومنهم الأراقم، وهم: جشم، ومالك، وعمرو، وثعلبة، والحث، ومعاوية بنو بكر بن حبيب بن عمرو. ومن بني تغلب عكب. ومنهم بنو عدي بن أسامة، ومنهم بنو كنانة يقال لهم قريش تغلب. وهم بنو عكب. ومنهم جشم بن بكر، ومن بني جشم بنو الحارث بن زهير، رهط كليب بن ربيعة، ومنهم بني زهر بنو عتاب.

وولد بكر بن وائل علي بن بكر، ويشكر بن بكر، وبدن بن يكر، أمهم هند بنت تميم بن مر. ويقال لها أم القبائل. فأما يشكر، فولد كعباً وكنانة وحرباً. وفي كعب العدد والشرف. فمن ولد كعب حبيب والعتيك، ومنهم بنو غنم بن حبيب وثعلبة وجشم وعدي بن جشم.

وأما علي بن بكر، فولده صعب. وولد صعب لجيماً و عُكابة ومالكاً. فأما مالك، فنهم بنو زمان وعددهم في بني حنيفة. وأما لُجيم، فولد عجلاً و حنيفة. فأما عجل، فولده ربيعة وضبيعة وسعد وكعب. فآما كعب وضيعة فقليل.

وأما حنيفة بنُ لجيم، فولده الدول وعدي وعامر وعبد مناة. فاًما عبد مناة فهم قليل. وأما الدول، فمنهم بنو هفان.

وولد عكابة بن صعب قيساً وثعلبة. فأما قيس، فقليل، وعددهم في بني ذهل. وأما ثعلبة بن عكابة، فيقال له الحصن. وولد ثعلبة ذهلاً وشيبان وقيس وتيم الله وأتيداً و ضنة. فأما ضنة، فلحقت باليمن فصارت في بني عذرة. وأما أتيد، فهي في بني شيبان. وأما تيم الله بن ثعلبة، فهم اللهازم، وهم حلفاء بني عجل. فولد تيم الله مالكاً والحارث وعامراً وهلالاً وذهلاً وزماناً وحاطمة، فهؤلاء يقال لهم الأحلاف، إلا الحارث وعامراً ومالكاً، وسمي أولئك أحلافاً لأنهم تحالفوا على هؤلاء.

وأما قيس بن ثعلبة، فولد ضبيعة وتيماً وسعداً. وفي ضبيعة العدد. وأما تيم ين قيس وسعد بن قيس، فهما الحرقتان. وأما ذهل بن ثعلبة بن عكابة، فولد شيبان وعامرا. فأما عامر، فيقال لها الوخم. وأما شيبان، فولده سدوس وفيه العدد، وعمرو ومازن وعلباء وعامر وزيد مناة.

فأما علباء، فهم قليل. وأما شيبان بن ثعلبة بن عكابة، فولده: ذهل، وتيم، و ثعلبة، وعوف. فأما عوف، فلا في له. وأما ذهل بن شيبان، فولد مرة بن ذهل، وربيعة، ومحلم، والحارث، وعبد غنم، وعوفاً، وصبحاً وسيبان، وعمرو وأمه جذرة، وهم يدعون بني الجذرة، وهم قليل.

والأنساب التي دونتها ورتبتها، لا تعني إنها أنساب كاملة، كل شجرة منها بأغصانها وأوراقها، لم أترك نسباً، ولم أهمل اسماً. بل هي خلاصة الأنساب، أخذتها كما رويت في كتاب "الإكليل" للهمداني وفي كتاب "المعارف" لابن قتيبة. وقد ترك ابن قتيبة أسماء قبائل وبطون وأفخاذ، لأنها لم تكن مثل المذكورين في الشهرة. وبين "ابن قتيبة" وغيره من النسابين اختلاف كبير في عرض الأنساب وترتيبها. ولما كان عملي هو وضع مخطط عام في النسب لا غير، فقد رأيت الاكتفاء بهذا الرسم الأولي، وترك التفصيلات ومواطن الخلاف إلى الراغبين في دراسة النسب المتعشقين له، ليراجعوا الكتب الخاصة بها. وغايتي من هذا المخطط، هو تقديم جريدة صغيرة إلى القارئ بأسماء قبائل عدنان وقحطان، ليقف عليها، فعلى هذه المعرفة يتوقف فهم كثيرة من الأحداث.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق