653
( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
الفَصْلُ الثَامِنُ والثَلاثون
عمرو بن هند
واشتهرت الحيرة بقصرها المعروف ب "الخورنق". وهو قصر يقع على ثلاثة أميال منها، ويقال إنه بني على نهر: بناه للنعمان المعروف بالأعور بناءٌ رومي اسمه "سنمار" في عشرين سنة. وقد لقي البناء مصرعه بسبب هذا القصر، في قصص يرويه عنه أهل الأخبار، ويضربون به المثل في المكافأة على الفعل الحسن بالقبيح.
ولأهل الأخبار آراء في التسمية: منهم من يقول إنها عربية ومن أصل عربي ومنهم من يقول إنها فارسية، وأن اللفظة معربة.
وارتبط باسم "الخورنق" اسم قصر آخر هو "السدير". وقد بني في البرية، فهو أبعد من الخورنق عن الحيرة. ولأهل الأخبار كعادتهم قي تعليل الأسماء العادية مذاهب في التسمية. ويرجح المستشرقون انها من الالفاظ المعربة عن الفارسية. وقد كان ذا قباب ثلاث، ويتألف من ايوان ينتهي الى غرفه، وعلى جانبيه غرفتان. ويظهر من روايات أهل الأخبار انه كان أقدم عهداً من الخورنق، وان ملوك آل لخم كانوا يقيمون فيه في قديم الزمان.
وذُكر إن "السدير" نهر بالحيرة، قال عدي: سرّه حـالُـه وكـرة مـا يم لك، والبحر مُعرِضاً، والسديرُ
وفي شعرٍ ينسب إلى الأسود بن يعفر، ذكر للقصرين المذكورين،رثى الشاعر فيه حال "آل محرق"، وتألم وتوجع لما نزل وحلّ بهم، كما توجع لإياد، اذ قال: ماذا أؤمل بـعـد آل مـحـرق تركوا منازلهم، وبـعـدَ إياد ?
أرض الخورنق والسدير وبارقٍ والقصر ذي الشرفات من سنداد
ويجب أن يكون هذا الشعر قد نظم بعد نكبات حلت ب "آل محرق"، حملتهم على ترك ديارهم وعلى زوال سلطانهم عنها، أي بعد النكبة التي حلت بالنعمان بن المنذر بعد زوال دولة المناذرة.
وبارق: اسم موضع على مقربة من الكوفة، وموضع آخر في السوَّاد على مبعدة من الكوفة. أما "سنداد" فمن مواضع إياد.
ومن الأماكن التي تنسب إلى ملوك الحيرة موضع يعرف باسم "الدوسر"، قيل انه من أبنية أحد أمراء الحيرة. وقد ملكه "جعبر بن مالك"، وهو من "بني قشُير"، فنسب إليه، وعرف ب "قلعة جعبر". ويظن انه موضع " Dausara" الذي ذكره "اسطيفان البيزنطي". ويقع على الشاطئ الأيسر لنهر الفرات. ومن أسمائها عند اليونان "Dauses" و "دونه" "Daune" و "Dabanae".
يتبع
( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )
يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق