إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

614 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


614

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

وورد في بعضن الروايات إن "المنذر بن ماء السماء"، خرج في يوم بؤسه، وكان يوماً يركب فيه فلا يلقى احداً إلا قتله، فلقي في ذلك اليوم "جابر بن رألان" أحد "بني ثعل" ومعه صاحبان، فأخذتهم الخيل بالثوبة، فأتى المنذر فقال: اقترعوا، فأيكم قرع، خليت سبيله، وقلت الباقين. فاقرعوا، فقرعهم جابر، فخلى سبيله، وقتل صاحبيه، فلما رآهما يقادان ليقتلا، فال عزّ بزَّ. ورووا في ذلك شعرأَ نسبوه إلى جابر.

ومن الأخباريين من نسب بناء الغريين إلى النعمان الثالث، ومنهم من نسبهما إلى جذيمة، وذهب آخرون إلى نسبة الغريّ إلى الحارث الغساني. ويرينا هذا الاختلاف مبلغ جهلهم بأصل الغريين.

وقد ذ كَر "النويرى" إن الغريين أسطوانتان كانتا بظاهر الكوفة، بناهما "النعمان بن المنذر بن مّاء السماء" على جاريتين كانتا قينتين تغنيان بين يديه، فماتتا، فأمر بدفنها، وبنى عليهما الغريين. وذكر أيضاً أن "المنذرغزا الحارث ابن أبي شمر الغساني، وكان بينهما وقعة عين أباغ،وهي من أيام العرب المشهورة، فقتل للحارث ولدان، وقتل المنذر، وانهزمت جيوشه، فاًخذ الحارث ولديه وجعلهما عدلين على بعير ? وجعل المنذر فوقهما،وقال: ما العلاوة بدون العدلين ? فذهبت مثلاً، ثم رحل إلى الحيرة، فانتهبها وحرقها، ودفن ابنيه بها، وبنى الغريين عليهما ". وقد ذكر إن "المنصور" أمر بهدم أحدهما، لكنز توهم انه تحتهما، فلم يجد شيئاً.

وهذا الذي يرويه أهل الأخبار عن سبب بناء الغريين، هو من القصص الذي ألفناه، وعوّدنا أصحاب الأخبار سماعه، فلا قيمة تأريخية له فيَ نظرنا، وان أكد لنا الأخباريون أو حاولوا التأكيد بأنه حق، وانه أمر مسلّم به وشائع معروفَ، وإن عبيداً لقي حتفه لظهوره يوم بؤس المنذر أو النعمان. وقد يكون ذلك مسلّماً به عندهم، غير اننا لسنا من السذاجة بحيث نصدق بأمثال هذا القصص لمجرد انه شائع معروف، فليس كل شائع معروف أمراً صحيحاً يجب الأخذ به.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق