إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الجمعة، 27 نوفمبر 2015

612 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


612

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة

ويتبين من غربلة الأخبار الواردة عن "يوم اباغ"، "يوم عين أباغ" إن من الأخباريين من يرى إن يوم عين اباغ ويوم حليمة، هما يوم واحد، ولا فرق بينهما، وقالوا انما عرف ذلك اليوم ب "يوم حليمة"، لبروز اسم "حليمة" فيه، وهي بنت ملك غسان، تخلقّ المحاربين وتحثهم على القتال. وان من الأخباريين من جعل "يوم حليمة" يوماً آخر مغايراً ليوم عين أباغ، ثم اختلفوا فيه، فمنهم من جعله قبل يوم عين اباغ، ومنهم من جعله بعده. وقد ذكروا انه كان يوماً عظيماً، اشترك فيه عدد كبير من المقاتلين، " وعظم الغبار حتى قيل: إن الشمس قد أنحجبت وظهرت الكواكب المتباعده من مطلع الشمس".

وهذا مما يدل على اشتراك عدد كبير من المقاتلين فيه. وممن ذهب إلى إن "يوم حليمة" هو يوم آخر "ابن الأثير"، وقد جعله بعد "يوم عين أباغ،. وقال: انه وقع في موضع يعرف ب "مرج حليمة"، وسببه إن المنذر لما قتل أراد ابنه "الأسود" الأخذ بالثأر، فسار في جيش لجب، والتقى بجيش "الحارث" في "مرج حليمة". ولما طالت الحرب، أمر الحارث ابنته "هند" بأن تخلق فتيان غسان، ونادى فتيان غسان: من قتل ملك الحيرة زوّجته ابنتي هند. فقال لبيد بن عمرو الغساني لأبيه: يا أبي أنا قاتل ملك الحيرة أو مقتول، ثم ركب فرسه، وشد على الأسود، فقتله، وانهزمت لخم ثانية، وقتلوا في كل وجه. وانصرفت غسان بأحسن ظفر في تفاصيل أخرى لا مجال لشرحها هنا.

فتبين من خبر "ابن الأثير" هذا إن الموضع الذي وقع فيه القتال اسمه "مرج حليمة"، وان اسم ابنة الحارث هو "هند" لا حليمة، وان المقتول فيه هو "الأسود" لا المنذر، وان هذا اليوم قد وقع بعد "يوم عين أباغ".

وفي رواية إن الغساسنة تمكنوا في المعركة التي سقط فيها المنذر من أسر أحد أبنائه وهو امرو القيس، وبقي في أسرهم إلى أن أغارت بكر بن وائل على بعض بوادي الشام، فقتلوا ملكاً من ملوك غسان، واستنقذوا امرأ القيس بن المنذر، وأخذ عمرو بن هند بنتاً لذلك الملك يقال لها ميسون. وقد ذهب "كوسان دي برسفال" إلى أن هذه الغارة كانت في بقيادة أحد أبناء المنذر القتيل، وانها كانت غارة انتقامية وقعت بعد المعركة التي سقط فيها ابن ماء السماء. وقد أشار الحارث بن حلزة إلى ذلك في شعره مفتخراً: وفككنا غل امرئ القيس عنه  بعد ما طال حبسه والعنـاء

وقد زعم الشرّاح أن امرأ القيس هذا كان معروفاً بماء السماء أما الملك الغساني القتيل، فلم يشيروا إلى اسمه، وأشك في الذي رواه الأخباريون من أنه كان ملكاً. وأرى احتمال كونه أحد أبناء الملوك. واستعمال جملة "رب غسان"، هي من باب التفخيم للعمل الذي قامت به بكر.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق