إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الخميس، 26 نوفمبر 2015

607 ( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون مملكة الحيرة


607

( المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) د. جواد علي
      
الفَصْلُ السَّابعُ والثلاثون

مملكة الحيرة


وفي عهد المنذر، كان يوم "أوارة الأول" على قول أهل الأخبار. وسببه أن تغلب لما أخرجت "سلمهَ بن الحارَث" عنها، التجأ إلى "بكر بن وائل" ولما بلغ بكراً أذعنت له تغلب ودانت لحكمه، وقالت له: "لا يملكنا غيرك" فأرسل اليهم "المنذر" يدعوهم إلى طاعته، فلم بجيبوه، فحلف المنذر ليسيرن اليهم فان ظفر بهم ذبحهم على قلة جبل أوارة حتى يبلغ الدم الحضيض، وسار اليهم بمجموعه ليبر بقسمه، والتقى بهم بأوارة، فهزمت بكر، وأسر "يزيد ابن شرحبيل الكندي"، فأمر المنذر بقتله فقتل، وقتل خلق كثير من بكر، وأمر المنذر بذبح الأسرى الرجال على قلة جبل أوارة، وباحراق النساء، والى ذلك أشار الأعشى بقوله.: سبايا بني شيبـان يوم أوارة  على النار إذ تجلى به فتياتها

وختم عام "554م" هذا النزاع العنيف الذي أتعب الحارث والمنذر فاستراح الجانبان، ختم بسقوط المنذر بن النعمان "مونذر بر نعمن" "ملك العرب" صريعاً بيد خصمه الحارث بن جبلة بعيداً عن عاصمة ملكه، ففي منطقة قنسرين على روايات المؤرخين السريان،، ففي السنة السابعة والعشرين من حكم القيصر "يوسطنيانوس" "جستنيان" "Justinianus" هاجم المنذر منطقة "Rhomaye" التابعة لحكم الروم، فنازله الحارث بن جبلة، وتغلب عليه، وقتله عند عين "عودايا" "Wdaja" في منطقة قنسرين. وقد سقط في هذه المعركة أحد أبناء الحارث، فدفنه أبوه فىٍ قلعة هذا الموضع.

و "عودايا"، هو "العذية" على رأي موسل، وهو من مواضع منطقة "بالميرينا" "Palmyrena"، أي منطقة تدمر، ومعظم هذهِ المنطقة هي من أعمال قنسرين.

وقد فهم "أوليري" من رواية للمؤرخ "ثيوفانس" ان المنذر كان حياً حتى سنة "562م"، وهي السنة التي عقد فيها الصلح بين الروم والفرس، وفيها توفي.

وقد ذكر "هارتمن" "Hartmann" إن المنذر هذا حارب في صفوف الرومان في أيام القيصر "طيباريوس الثاني" "Tiberius II"، غير انه خانهم وغدر بهم في احدى المعارك التي قادها "موريقيوس" "Mauricius"، فلما صار "موريقيوس" قيصراً قبض عليه، ونفى معه زوجته وبعض أبنائه إلى جزيرة صقلية. ولم يقل هذا القول أحد، وانما قصد المورد الذي استند إليه هارتمن وهو "ايوا كريوس" "Evagrius" منذراً آخر غير المنذر الذي نتحدث عنه.

 يتبع

( ان دراسة التاريخ تضيف الى الاعمار اعمارا ... و امة بلا تاريخ فهي بلا ماضي و لا حاضر و لا مستقبل )

يارب الموضوع يعجبكم
تسلموا ودمتم بود
عاشق الوطن

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق